ارتفعت أسعار النفط لتعوض بعض الخسائر التي تكبدتها خلال الليل بسبب ارتفاع الدولار والمخاوف بشأن الطلب، إذ تلقت بعض الدعم من بطء استئناف الإنتاج في خليج المكسيك الأمريكي ومعاودة أنشطة التكرير.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 43 سنتا أو ما يعادل 0.6 بالمئة إلى 68.78 دولار للبرميل بحلول الساعة 0643 بتوقيت غرينتش، بعد انخفاضها 1.4 بالمئة أمس الثلاثاء في أعقاب عطلة عيد العمال.
وصعد خام برنت في العقود الآجلة 34 سنتا أو ما يوازي 0.5 بالمئة إلى 72.03 دولار للبرميل بعدما هبط 0.7 بالمئة أمس.
وقال محللو إيه.إن.زد للأبحاث في مذكرة “تقيم السوق… تأثير التأخيرات المستمرة في استئناف العمليات في خليج المكسيك”.
ولا يزال المنتجون في الخليج يحاولون استئناف العمليات بعد تسعة أيام من اجتياح الإعصار أيدا للمنطقة برياح قوية وأمطار غزيرة.
وكان نحو 79 بالمئة من إنتاج الولايات المتحدة في الخليج متوقفا أمس الثلاثاء وفقدت السوق حتى الآن حوالي 17.5 مليون برميل من النفط.
وتشكل الآبار البحرية في خليج المكسيك نحو 17 بالمئة من إنتاج الولايات المتحدة.
وانخفضت أسعار النفط امس الثلاثاء، متأثرة بارتفاع الدولار ومخاوف حيال الطلب في الولايات المتحدة وآسيا، غير أن استمرار توقف الإنتاج على ساحل الخليج
الأميركي حد من الخسائر.
وجرت تسوية خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 68.35 دولار للبرميل بانخفاض 94 سنتا بما يعادل 1.4 بالمئة عن إغلاق يوم الجمعة، ولامس أدنى مستوى في الجلسة عند 67.64 دولار للبرميل.
ولا يوجد سعر تسوية لأمس الاثنين نظرا لعطلة عيد العمال في الولايات المتحدة.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 53 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 71.69 دولار للبرميل لعد نزولها 39 سنتا أمس.
وقال جون سوسر نائب رئيس أسواق النفط الخام لدى موبيوس ريسك جروب في هيوستن إن ارتفاع الدولار وتحرك السعودية يوم الأحد لخفض
أسعار البيع الرسمية لأكتوبر تشرين الأول يضغطان على الخام.
وصعود الدولار يجعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
وقال سوسر “يقرأ الناس تغيير السعر السعودي على أنه علامة على انحسار في الطلب الآسيوي، وجاء حجم الخفض أكبر مما كان متوقعا”.
خفضت السعودية أسعار جميع الخامات التي تباع لآسيا دولارا واحدا على الأقل للبرميل.
وتأتي هذه الخطوة، وهي علامة على أن الاستهلاك في المنطقة الأكثر استيرادا في العالم لا يزال باهتا، في الوقت الذي تخيم فيه إجراءات الإغلاق في أنحاء آسيا لمكافحة السلالة دلتا من فيروس كورونا على التوقعات الاقتصادية.
كما أفادت بيانات صدرت يوم الجمعة بأن الاقتصاد الأميركي خلق في أغسطس آب أقل عدد من الوظائف في سبعة أشهر، إذ تعثر التوظيف في قطاع الترفيه والفندقة في ظل عودة وتيرة الإصابات بكوفيد-19 للزيادة.
لكن أسعار النفط تلقت دعما من مؤشرات اقتصادية قوية في الصين واستمرار تعطل إمدادات أمريكية بسبب الإعصار أيدا.
فقد كشفت بيانات جمركية أن واردات الصين من النفط الخام زادت ثمانية بالمئة في أغسطس آب عنها قبل شهر، بينما تلقى الاقتصاد الصيني دفعة عندما تسارعت وتيرة نمو الصادرات على غير المتوقع في أغسطس آب.
وقالت هيئة تنظيمية أميركية اليوم إن نحو 79% من إنتاج النفط في خليج المكسيك ما زال متوقفا، وهو ما يعادل 1.44 مليون برميل يوميا، بعد أكثر من أسبوع من بدء إيدا.