عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرا صحفيا اليوم أعرب خلاله عن سعادته بتواجده بصحبة الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، وقيادات ومسئولي الوزارة وشركة “فاكسيرا“؛ لتفقد الأعمال التي يتم إنجازها في القلعة الصناعية للشركة، والتي تهدف إلى إنتاج مختلف أنواع اللقاحات التي نستخدمها في تطعيم أبنائنا ومواطنينا.
وقال رئيس الوزراء: هذا الموضوع يمثل أهمية قصوى للدولة، ونتخذ كافة الإجراءات التي من شأنها توفير اللقاحات للمواطنين ، وفق ما وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية .
واشار إلى أن الزيارة التي قام بها للمقر الرئيسي لشركة “فاكسيرا” بالعجوزة خلال الفترة الماضية، حيث اطلع على مراحل وحجم الإنتاج بالمصنع هناك،
وأكد على أنه يعد مشروعا حيويا، كما أننا بصدد مشروع آخر كبير قيد التنفيذ يستهدف إنتاج 8 لقاحات رئيسية تخدم جميع المواطنين.
وخلال المؤتمر الصحفي، أشار رئيس الوزراء إلى أننا كنا ننتج عددا من اللقاحات محليا، لكن هذا الإنتاج توقف لفترة من الوقت، وبدأنا خلالها في الاعتماد بشكل كامل على الاستيراد، لكننا اليوم ومن خلال هذا الصرح الكبير في مجمع فاكسيرا بمدينة السادس من أكتوبر، والمقام على مساحة تبلغ نحو 15 فدانا بما يعادل 60 ألف متر مربع، نسعى إلى استعادة قدرتنا على التصنيع المحلي لهذه المنتجات الحيوية، التي تعد جزءا من الأمن القومي للدولة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن جولته، التي قام بها صباح اليوم ورافقه خلالها الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، استهدفت الوقوف على مدى تقدم الأعمال في مختلف المنشآت بهذا المشروع الضخم، وللتعرف على أوجه التعاون والشراكات التي تمت مع الشركات العالمية؛ لإنتاج هذه النوعية من اللقاحات .
وأشار إلى أنه قام خلال الجولة بتفقد المبنى المخصص لإنتاج اللقاح المضاد لكورونا، وهذا النوع يختلف عما ينتج في مصنع ” فاكسيرا” بالعجوزة، لأننا نستهدف إحداث نقلة نوعية في كمية الإنتاج؛ حيث نسعى إلى أن تصل الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع إلى 3 ملايين جرعة لقاح يوميا، أو بمعدل مليار جرعة سنويا، وذلك من خلال مسار التفاوض الذي تسلكه الدولة، ممثلة في وزارة الصحة والسكان، مع عدد من الشركات العالمية، لإنتاج اللقاح.
وأكد رئيس الوزراء أن معدل الإنتاج الذي نسعى إليه، نتطلع من خلاله ليس فقط لتحقيق الاكتفاء ذاتيا من اللقاحات، بل نأمل أن نقوم بتصديره إلى أشقائنا في دول القارة الأفريقية، والمنطقة بأكملها، لافتاً إلى أن الرئيس وجه الحكومة، وعلى الأخص وزارة الصحة والسكان، بإسراع الخطى في تنفيذ هذا المشروع المهم، منوها إلى أن الحكومة وصلت بالفعل إلى مرحلة متقدمة من التفاوض مع بعض الشركات حول أفضل عرض ممكن لإنتاج هذه اللقاحات، وتوفيرها لمصر والقارة الأفريقية والمنطقة.
كما لفت رئيس الوزراء، خلال تصريحاته بمجمع فاكسيرا، إلى أن هذا المبنى العملاق بكافة أجهزته سيكون جاهزاً للعمل مع نهاية شهر نوفمبر المقبل، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق نهائي مع إحدى الشركات للبدء على الفور في الخطوات التنفيذية لإنتاج اللقاحات.
وخلال المؤتمر الصحفي أيضا، أكد رئيس الوزراء أن هذه فرصة مهمة لكي أنقل لمواطنينا أن الدولة المصرية استطاعت تجاوز ثلاث موجات من فيروس كورونا، وأنه خلال الفترة القليلة الماضية استطعنا تسجيل معدلات إصابة بالفيروس منخفضة للغاية.
وتابع : لكننا وجدنا أنه نتيجة هذا الانخفاض والشعور بهدوء الأوضاع بدأنا نشهد تهاونا في اتباع الإجراءات الاحترازية، مما أدى إلى ارتفاع معدل الإصابات مرة أخرى بفيروس كورونا، مطالبا المواطنين بالتعامل بجدية شديدة وبحرص تام لتجنب الإصابة بالفيروس، مع مراعاة الالتزام بالإجراءات الاحترازية .
وأوضح أن الدولة وضعت خطة صارمة لتوفير اللقاحات لأكبر عدد ممكن من أهالينا لتطعيمهم قبل نهاية هذا العام، والتي تم الإعلان عنها، موضحاً أنه وفقاً لتوجيهات الرئيس السيسي، فقد تم منح أولوية لتطعيم أعضاء هيئة التدريس والعاملين بقطاع التعليم والطلاب قبل بداية العام الدراسي الجديد.
وتطرق رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي، إلى خطة تطعيم طلاب الجامعات على مستوى الجمهورية، وفي هذا الصدد حث الطلاب على تلقي اللقاح خلال مرحلة استيفاء الإجراءات اللازمة لالتحاقهم بالجامعات.
وأشار إلى أن الحكومة لديها برنامج لتطعيم الطلاب في كل الجامعات، وأنه يتابع بنفسه عدد من تلقوا اللقاح بصفة يومية.
توفير اللقاحات للجامعات بكميات مكثفة منذ الأمس
وأضاف : بدأنا منذ الأمس في توفير اللقاحات للجامعات بكميات مكثفة، وعلى مدار الأسبوع الجاري سنقوم أيضا بتدبير كميات كبيرة أخرى من اللقاحات، موضحا أنه فيما يتعلق بتطعيم عناصر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني فإن لدينا أيضا خطة لتطعيم المدرسين والعاملين في المدارس؛ حتى نتمكن من بدء عام دراسي منتظم بدون توقف.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة لديها خطة مكثفة لتطعيم موظفي الحكومة في أجهزة الدولة المختلفة؛ والتي تشمل إعطاء التطعيم لأكبر عدد ممكن من الموظفين في أقصر فترة ممكنة.
وقال رئيس الوزراء: ما رأيناه من التجارب العالمية يفيد أن اللقاح لا يمنع الإصابة بالمرض بنسبة 100% ، لكنه بالتأكيد يخفف تماما من حدته، وبالتالي دائما من يتلقى اللقاح تكون أعراض المرض عليه بسيطة، بخلاف من لم يتلق اللقاح الذي قد يتطور المرض لديه إلى أعراض متقدمة.
وفي ختام تصريحاته، جدد رئيس الوزراء تأكيده على ضرورة التزام جميع المواطنين باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية ومراعاة قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، حتى تمر الموجة الرابعة بسلام، كما تجاوزنا الموجات الثلاث السابقة.