لا يزال من غير الواضح ما إذا كان تفشي المتحور الجديد دلتا سيكون له تأثير ملحوظ ودائم على اقتصاد الولايات المتحدة، هكذا كانت آخر تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، ليزيد من التوترات الناجمة عن السلالة الجديدة.

وتوقع باول استمرار الوضع الحالي في الفترة القادمة لكنه أعطى بعض من الإيجابية من خلال تأكيده أن الناس قادرة على متابعة حياتها والتأقلم رغم كوفيد.

علاوة على ذلك ورغم الزيادة في الإصابات وتأخر وتيرة التطعيم أكد باول أن أميركا في مسارها الصحيح نحو تحقيق تعاف إقتصادي، ولكنه في الوقت نفسه شدد أنه لا يمكن إعلان النصر بعد خاصة وأن الوباء لا يزال يلقي بظلاله على النشاط الاقتصادي.

ويذكر أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي كان قد صرح في يوليو الماضي إن البنك المركزي لن يتراجع عن دعمه المالي التدريجي في وقت قريب، ولكن جاء ذلك قبل صدور تقرير الوظائف لشهر يوليو الذي أظهر إضافة أكثر من 900 ألف وظيفة.

وتتجه أنظار المستثمرين في الأيام المقبلة على مؤتمر jackson Hole مع توقعات بأن تبدأ البنوك المركزية حول العالم لخفض برامجها لشراء الأصول.

بعد أرقام قوية سجلها الاقتصاد الأميركي بإضافته 943 ألف وظيفة في القطاع غير الزارعي بأسرع وتيرة منذ عام وانخفاض البطالة إلى مستويات 5.4% من 5.9% خلال شهر يوليو.

تتباين أراء محافظي الفيدرالي في أكثر من ولاية حول الخطوات التي قد يتجه إليها الاحتياطي في ظل بيانات حول تحسن الاقتصاد.

وكان قد قفز عدد الوظائف الشاغرة في الاقتصاد الأميركي إلى أكثر من 10 ملايين في يونيو، وهو أعلى مستوى على الإطلاق مما يعطي مزيدا من التفاؤل حول تعافي أكبر اقتصاد في العالم.

حيث يرى رئيس بنك الاحتياطي الفدراليي في بوسطن إن على المركزي أن يعلن في سبتمبر بدء خفض مشترياته من سندات الخزانة والرهن العقاري البالغة 120 مليار دولار، مشيرا إلى إن مشتريات السندات لم تعد تساعد في خلق فرص عمل.

وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا إنه يتوقع أن يقلص الفدرالي خلال الربع الأخير من العام برنامج شراء الأصول.

وقال مسؤولان في مجلس الاحتياطي الفدرالي إن الاقتصاد ينمو بسرعة، ولا يزال هنالك مجال لمزيد من الأرقام الإيجابية في سوق العمل بالإضافة إلى أن مستويات التضخم الحالية تعطي اختبار حقيقي للاحتياطي نحو التفكير في رفع معدلات الفائدة.