أظهر مسح حديث أن اليوان الصيني بصدد التحول إلى مكون مهم ضمن مكونات النظام المالي العالمي، في ظل تخطيط زهاء ثلث البنوك المركزية لإضافة العملة الصينية إلى احتياطياتها.
يوضح مسح المستثمر الحكومي العالمي، الذي ينشره سنويا منتدى المؤسسات النقدية والمالية الرسمية، أن 30% من البنوك المركزية تخطط لزيادة حيازاتها من اليوان على مدار 12-24 شهرا القادمة، مقارنة مع 10% فقط العام الماضي.
وبحسب المسح أيضا، يرى 75% من البنوك المركزية أن للسياسة النقدية تأثيرا مبالغا على الأسواق المالية حاليا، لكن 42% فقط يرون ضرورة إعادة النظر في مثل تلك السياسات.
في المقابل، يخطط 20% من البنوك المركزية لتقليص حيازاتها من الدولار الأميركي على مدار 12-24 شهراً، وتخطط نسبة 18% لتقليص الحيازات من اليورو، فيما يرغب 14% تقليص الحيازات من الدين السيادي لمنطقة اليورو.
وأظهر المسح أن البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية وصناديق التقاعد، أصبحت تسيطر على أصول قيمتها 42.7 تريليون دولار، وهو مستوى قياسي مرتفع.
وزادت احتياطيات البنوك المركزية وحدها 1.3 تريليون دولار إلى 15.3 تريليون بنهاية 2020.
وأظهر تحليل من معهد التمويل الدولي أن التدفقات الأجنبية على سوق سندات الحكومة الصينية بالعملة المحلية قد تنمو إلى 400 مليار دولار سنويا.
وتفيد البيانات أن البنوك المركزية كانت مصدر 60 بالمئة من التدفقات التي استقطبتها سندات الحكومة الصينية بالعملة المحلية في الربع الأول من 2021 مع تنامي مخصصات السندات الصينية في احتياطياتها.
وفي حين يتواصل ارتفاع التدفقات على السندات الصينية بالتزامن مع السماح بمزيد من الاستثمارات الأجنبية وإدراج سندات على مؤشرات رئيسية، “فإنها تظل ضئيلة بالمقارنة مع الناتج المحلي الإجمالي للصين ونصيبها من التجارة العالمية” بحسب تقرير المعهد.
وقال إنه إذا زادت الاحتياطيات العالمية من اليوان الصيني من ما يعادل 1.8 بالمئة إلى ثلاثة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للصين على مدار العشر سنوات المقبلة، فإن “التدفقات السنوية على سوق السندات المحلية ستتجاوز الأربعمئة مليار دولار على نحو مستدام.”
وتظهر بيانات منفصلة من معهد التمويل الدولي أن تدفقات صافية بلغت 47.3 مليار دولار من المحافظ الأجنبية وجدت طريقها إلى الأسهم الصينية العام الماضي، بينما تدفق 198.3 مليار دولار على شتى أدوات الدين.
وفي الربع الأول من العام الحالي، بلغ صافي التدفقات الأجنبية على الأسهم الصينية وأدوات الدين 83.1 مليار دولار.
وقال المعهد “ثمة متسع واضح لزيادة الاحتياطيات باليوان لكننا نعتمد توقعات محافظة في ضوء التوترات الدبلوماسية المتكررة،” مشيرا إلى العلاقات “المتوترة والمعقدة” بين بكين واشنطن.