أغلقت سوق الأسهم الأوروبية قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق اليوم الثلاثاء مع اقبال المستثمرين على البيع في القطاعات الحساسة للدورة الاقتصادية في أعقاب تضخم أعلى من المتوقع في الولايات المتحدة، لكن تقارير متفائلة لأرباح الشركات قيدت الخسائر.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 جلسة التداول بلا تغير يذكر بعد أن سجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا في التعاملات المبكرة.
وجاءت البنوك وشركات صناعة السيارات ومكوناتها وشركات النفط والغاز بين أكبر القطاعات الخاسرة، لكن مكاسب لبعض الأسهم الدفاعية وأسهم التكنولوجيا غطت على تلك الخسائر.
وأظهرت بيانات أن المؤشر العام لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة سجل أكبر زيادة في 13 عاما الشهر الماضي في حين سجل المؤشر الأساسي أكبر زيادة منذ نوفمبر تشرين الثاني 1991 .
وأذكى ذلك مخاوف من اقتصاد تضخمي وسط خطى متسارعة في إعادة فتح
الاقتصاد وهو ما قد يرغم مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على تقليص سياسته النقدية الشديدة التيسير في موعد أقرب من المتوقع.
ومن ناحية أخرى، قالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي اليوم إنها لن تكرر الخطأ الذي وقع في البنك في السابق بتشديد السياسة النقدية قبل الآوان.
وانخفضت عوائد السندات الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر قبل اجتماع المركزي الأوروبي الأسبوع القادم دافعة مؤشر أسهم بنوك منطقة اليورو للهبوط 1.5 بالمئة.
وجاء سهم نوكيا الفنلندية لصناعة معدات الاتصالات في مقدمة الرابحين بصعوده ثمانية بالمئة بعد أن قالت الشركة إنها تعتزم زيادة توقعاتها للمبيعات للعام بكامله.
وقفزت الأسهم الأوروبية بأكثر من واحد بالمئة الجمعة الماضي ، مسجلة أفضل يومي لها في شهرين، وماحية كل خسائر هذا الأسبوع، إذ سعى المستثمرون لاقتناص صفقات بعد واحدة من أسوأ عمليات البيع هذا العام على خلفية مخاوف بشأن الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.3 بالمئة، مع صعود قطاعات كانت قد تضررت في وقت سابق من الأسبوع مثل شركات صناعة السيارات والتعدين اللذين سجلا أربعة بالمئة و3.4 بالمئة على الترتيب.
وحقق قطاع التعدين أفضل أداء يومي له في شهرين.
وارتفعت الأسهم الفرنسية بأكبر قدر في أربعة أشهر، إذ صعدت 2.1 بالمئة، وقادت المكاسب بين البورصات الأوروبية الرئيسية.
وارتفعت أسهم البنوك 2.4 بالمئة، لكنها كانت الأكثر تضررا هذا الأسبوع مع انخفاض عائدات السندات الحكومية.
أثارت الزيادة الجديدة في حالات الإصابة بكوفيد-19 والبيانات الاقتصادية الأميركية والصينية المخيبة للآمال مخاوف بشأن قوة التعافي، ورفعت عائدات السندات ودفعت ستوكس 600 للنزول 1.1 بالمئة على مدار الأسبوع إلى أن أدت مكاسب يوم الجمعة إلى محو تلك الخسائر.