عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا مع وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم لمتابعة الموقف التنفيذى للمشروعات الجارى اقامتها .
واستهل رئيس الوزراء اللقاء، بالإشارة إلى الدور المهم الذي تقوم به وزارة الثقافة في تشكيل الوعي المجتمعي، ولا سيما لدى الشباب الذي يحمل على عاتقه بناء مستقبل الدولة المصرية، كما أن للوزارة دورا كبيرا في ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: انطلاقا من هذا الدور الحيوي للوزارة، فإن الدولة تعمل على رفع مستوى جميع قطاعاتها وهيئاتها للقيام بالدور المنوط بها، سعيا لتحقيق خطط الدولة في أهداف التنمية المستدامة، وتنفيذ الرؤية العامة لبرنامج الحكومة الذي يتضمن مسارًا خاصًا ببناء الإنسان.
وخلال اللقاء، اطلعت وزيرة الثقافة الدكتور مصطفى مدبولى، على موقف ما يتم تنفيذه من مشروعات فى إطار خطة الوزارة للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، مشيرة إلى أن عدد المواقع الثقافية التى تم افتتاحها منذ يوليو الماضى وصلت إلى 14 موقعاً فى 8 محافظات، وجاءت تلك المواقع ما بين إنشاءات جديدة، ورفع كفاءة وإعادة تطوير،
وبلغت التكلفة الاجمالية لها نحو 618 مليون جنيه، حيث ضمت مسرح وسينما السادات، وقصر ثقافة وادى النطرون، ومسرح قصرثقافة الاسماعيلية، منوهة إلى أن عدد المشروعات التى تم افتتاحها منذ عام 2018 وحتى يونيو 2021 وصلت إلى 56 مشروعاً بتكلفة اجمالية بلغت مليارا و284 مليون جنيه.
وأشارت الدكتورة ايناس عبد الدايم إلى أن هناك 12 مشروعاً فى 9 محافظات بتكلفة مالية تقدر بأكثر من 718 مليون جنيه، جاهزة للافتتاح خلال الفترة المقبلة، منها متحف قيادة الثورة، وبيت ثقافة تمى الأمديد، إلى جانب قصر ثقافة شبين الكوم، ومجمع قاعات فوزى فهمى.
أضافت أن هناك 28 مشروعاً فى 13 محافظة جارٍ العمل على الانتهاء منها، تمهيداً لافتتاحها قريباً، وذلك بتكلفة مالية تصل إلى أكثر من 2.5 مليار جنيه، وتضم تلك المشروعات مشروع واحة الثقافة، ومجمع 15 مايو، ومكتبة مصر العامة بقنا، واحلال وتجديد مسرح بيرم التونسى، إلى جانب عدد من المشروعات فى باقى المحافظات الـ 13.
وزيرة الثقافة: افتتاح 56 مشروعاً بتكلفة 1.2 مليار جنيه منذ عام 2018
وأوضحت وزيرة الثقافة أن الوزارة تمتلك ثروة فنية هائلة، تعكس ريادة مصر الفنية والثقافية عبر العصور، وهو ما دعا إلى ضرورة الحفاظ عليها وحصرها، وذلك بأسلوب علمى حديث ، مشيرة فى هذا الصدد إلى ما تم من تعاون وتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لرقمنة مقتنيات عدد المتاحف، وإنشاء سجل إلكترونى لها، لافتة إلى أنه تم الانتهاء من رقمنة 4000 عمل فنى ببيانات تفصيلية، وجار العمل على الانتهاء من رقمنة جميع المتاحف على مستوى الجمهورية.
وتطرقت الوزيرة إلى ما تم من أعمال تطوير ورفع كفاءة لمتحف محمود خليل وحرمه، وكذا متحف الجزيرة للفنون، منوهة إلى المقترح الخاص بإنشاء متحف المشايخ بالعاصمة الإدارية الجديدة ، وذلك بالتعاون مع الوزارة ووزارة الاوقاف، وبما يسهم فى تأكيد الهوية المصرية، والحفاظ على التراث الحضارى والثقافى المصرى ورموزه من المشايخ والقراء.
وفيما يتعلق بافتتاح الدورة الـ 52 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب خلال الفترة من 30 يونيو حتى 15 يوليو تحت شعار ” فى القراءة … حياة”، أوضحت الوزيرة أنه لأول مرة سيتم إطلاق المنصة الرقمية الخاصة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وتم تحديد حد أقصى للطاقة الاستيعابية لكل قاعة عرض من القاعات الأربع ومراعاة الاجراءات الاحترازية، إلى جانب تطبيق الحجز الإلكترونى لتذاكر دخول المعرض، لافتة إلى أن فكرة النشاط الثقافى والفنى هذا العام تقوم على تقديم جرعة مكثفة وجاذبة للجمهور، عبر منصة معرض القاهرة الدولى للكتاب، وذلك وفقا لفلسفة جديدة فى أنشطة “الأون لاين”، بناء على التجارب السابقة التى قدمتها الوزارة فى هذا المجال.
وحول مشاركة وزارة الثقافة فى تنفيذ مشروعات ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، أشارت الوزيرة إلى أنه تم تنفيذ العديد من الأنشطة الخاصة بالمسارح المتنقلة ومسرح المواجهة والتجوال، وذلك ضمن المبادرة، ففيما يتعلق بالمسارح المتنقلة تم تنفيذ 66 نشاطا ثقافيا فى محافظات البحيرة، وأسيوط، وأسوان، استفاد منها أكثر من 5850 مستفيدا.
وذلك خلال الفترة من يناير إلى مايو 2021، كما تم تنفيذ 15 ليلة عرض فى محافظات الأقصر، والمنيا، وقنا، من خلال مسرح المواجهة والتجوال، وهو ما اجتذب العديد من الجماهير داخل قصور الثقافة، والساحات بالقرى والنجوع، وذلك مع تطبيق كافة الاجراءات الاحترازية والوقائية الخاصة بالتصدى لفيروس كورونا.
أكدت أن حضور هذه الفعاليات والانشطة بالمجان لجميع الحضور، مستعرضة خطة استكمال تنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج الثقافية المقترحة فى 7 محافظات، وذلك ضمن مبادرة “حياة كريمة”.
وتناولت وزيرة الثقافة مقترح مشروع “كشك كتابك”، والذى يأتى أيضاً فى إطار تنفيذ مبادرة “حياة كريمة”، وذلك سعياً لتوطين المعرفة فى القرى التى سيتم تأهليها، من خلال توفير محتوى ثقافى يخاطب الشرائح العمرية المختلفة، وذلك من أجل نشر الأفكار البناءة ومحاربة الأفكار المتطرفة وتصويب المفاهيم لدى الشباب، إلى جانب تكوين وعى أجيال الأطفال فى هذه القرى.
كما تطرقت وزيرة الثقافة إلى الحديث عن جائزة الدولة للمبدع الصغير، والتي تقام تحت رعاية السيدة/ انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، في ثلاثة مجالات هي: الثقافة، والفنون، والإبداع والابتكار؛ وتشمل فئتين عمريتين من سن 5 إلى 12 سنة، ومن 12 إلى 18 سنة، مشيرة إلى أنه تقدم للجائزة 4336 موهوبا من 27 محافظة.
وفي الوقت نفسه، استعرضت الدكتورة إيناس عبد الدايم، الخطوات والبرامج التي تنفذها الوزارة للحفاظ على التراث والهوية، والتي من بينها مشروع “ذاكرة المدينة”، ويتضمن أربعة مشروعات، أولها تحت عنوان ” عاش هنا”، والذي يهدف إلى تكريم رموز الوطن من المبدعين والمفكرين والشهداء، من خلال تركيب لوحات على المنازل التي عاش بها هؤلاء المبدعين ووضع QRL على كل لوحة لربطها بموقع إلكتروني يحكي تاريخ كل شخصية من هذه الشخصيات المهمة، لافتة إلى أنه تم تركيب 430 لوحة لهذا المشروع.
بينما يستهدف المشروع الثاني، الذي يحمل مسمى ” حكاية شارع” إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصري لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ الأعلام والشخصيات المرتبطة بأسماء شوارع العاصمة المصرية، مشيرة إلى أنه تم الانتهاء من وضع 110 لوحات تعريفية للمشروع.
إلى جانب ذلك، فهناك مشروع ثالث لتوثيق المباني التراثية، والذي يهدف إلى الحفاظ على المباني ذات القيمة الحضارية، حيث أشارت وزيرة الثقافة إلى أنه تم تركيب 400 لوحة لهذا المشروع في عدد من أحياء محافظتي القاهرة والإسكندرية.
علاوة على المشروع الرابع وهو مشروع ذاكرة المدينة .. القيمة والتراث، لرصد التاريخ الاجتماعي والعمراني والمعماري للمناطق التراثية، حيث تم البدء بحي الزمالك، وجار العمل على منطقة جاردن سيتي، ثم يعقبه مناطق أخرى تباعا خلال الفترة المقبلة.
كما تم، خلال اللقاء، استعراض ما تقوم بها الوزارة فيما يخص برامج نشر الوعي الثقافي وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الثقافية، والتي من أهمها الخدمات التي تقدمها الدولة بالمجان، وتتمثل في مشروعات: ” ابدأ حلمك ” لاكتشاف المواهب، ومواهب مصر للأطفال، إضافة إلى مبادرة ” صنايعية مصر”، إلى جانب مدارس: تعليم فنون السيرك، والفرقة القومية للفنون الشعبية، وفرقة رضا للفنون الشعبية.
وقالت الوزيرة: تواصل الوزارة برامجها وأنشطتها الهادفة إلى نشر الوعي الثقافي والفني، والارتقاء بحس التذوق الفني لدى الجماهير، والتي تُسهم في تحقيق أهداف الدولة في بناء الإنسان، والتي تشمل الأنشطة الفنية والمهرجانات الدولية ومعارض الفنون التشكيلية، فضلا عن المسابقات، والاحتفاء برموز الدولة المصرية، وغيرها من الأنشطة التي تسهم في تحقيق العدالة الثقافية بين أبناء الوطن.