حوار.. البنك الأهلى يستهدف تعزيز ثقافة التحول الرقمى لـ80% من العملاء فى 2023

يحيي ابو الفتوح نائب رئيس البنك الاهلي

كتبت- أسماء نبيل:

استجاب البنك الأهلى المصرى للمتغيرات التى طرأت؛ نتيجة جائحة كورونا للإسراع بعمليات التحول الرقمى، والتوسع فى استراتيجية رقمية تستهدف تنمية الخدمات الإلكترونية، وأسهمت توسعات البنك فى مواكبة خطة الدولة للتحول الرقمى، واستيعاب التأثيرات السلبية الناتجة عن أزمة كورونا.

وأجرت “كابيتال” حواراً موسعاً مع يحيى أبوالفتوح، نائب رئيس البنك الأهلى المصرى؛ للكشف عن دور البنك خلال فترة التعايش مع أزمة كورونا باعتباره من أكبر الداعمين للاقتصاد المصرى، ومساندة مختلف القطاعات الأقتصادية المتضررة من الجائحة.

فيما يلى نص الحوار:

“كابيتال”: ما أولويات إستراتيجية البنك التوسعية الفترة المقبلة؟

“أبوالفتوح”: البنك يستهدف تعزيز ثقافة التحول الرقمى لنحو 80% من عملاء البنك بحلول 2023.

وتستهدف إستراتيجية البنك الخاصة بالخدمات المصرفية الإلكترونية التوسع فى الفروع الإلكترونية والمحافظ البنكية وخدمات الإنترنت والموبيل البنكى وبطاقات الدفع الإلكترونية وما تتطلبه من تعزيز للبنية التحتية.

البنك الأهلى: 29 مليار جنيه لتمويل مشروعات بالعاصمة الإدارية الجديدة

كما يسعى البنك للاعتماد على القنوات الرقمية فى زيادة عدد العملاء، عبر استحداث وتطوير منتجات رقمية مثل المحافظ الإلكترونية والأهلى إنترنت، فى الوقت الذى ارتفع عدد عملاء محفظة الفون كاش للبنك ليصل إلى أكثر من 1.7 مليون مستخدم، كما وصل عدد العملاء المستخدمين لخدمة الأهلى للأفراد أكثر من 5.2 مليون مستخدم.

أيضاً يستهدف البنك تطوير الاستراتيجية الخاصة بتقديم خدمات الدفع الإلكترونى خلال السنوات المقبلة عن طريق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى وإدخالها فى المعاملات اليومية سواء المالية أو مع العميل.

وستمكن هذه الخدمات عملاء البنك من التواصل مع منصات للذكاء الاصطناعى للإجابة عن جميع الاستفسارات بدلاً من الاتصال بمركز الاتصال التابع للبنك، والانتظار لفترة على الهاتف كخطوة لاستهداف وجذب قاعدة كبيرة من العملاء على مستوى الجمهورية للتسهيل عليهم فى طرق الدفع والمعاملات اليومية والحصول على خدمات التحول الرقمى بطرق أبسط وأسرع وأكثر أماناً، وخاصة فى ظل الظروف الراهنة.

يعمل البنك، حالياً، على تطوير منصة الإنترنت البنكى للأفراد والشركات التى ستوفر الكثير من الخدمات المالية المتطورة مثل خدمات E-Finance وتتيح الخدمة سداد مستحقات الشركات من الضرائب والجمارك والتأمينات وخدمات تحميل ورفع ملف مرتبات العاملين بالشركة، بالإضافة إلى خدمة الاستعلام عن الاعتمادات المستندية وخطابات الضمان والعديد من الخدمات المستحدثة الأخرى.

“كابيتال”: ما المتغيرات التى فرضتها “كورونا” على طبيعة عمل البنك ومنتجاته؟

“أبوالفتوح”: أزمة كورونا غيرت من خطط البنوك فيما يتعلق بإدارة خدمة العملاء وشكل الخدمات المصرفية المقدمة، كما أن إستراتيجية البنك للتوسع بالفروع تغيرت، أيضاً، بشكل كامل، ليصبح التركيز بشكل أكبر على الفروع الإلكترونية بدلاً من الفروع التقليدية، وذلك فى ظل الظروف الراهنة، ولكونها أثبتت أهميتها فى إنهاء تعاملات المواطنين بدلاً من التكدس بالفروع.

البنك الأهلى: خفض الفائدة ينمو بمحفظة القروض 30% ليصل 827 مليار جنيه بنهاية نوفمبر

“كابيتال”: هل الخفض القياسى فى أسعار الفائدة العام الماضى والذى بلغ 4% انعكس على نمو الائتمان؟

“أبوالفتوح”: خفض الفائدة أسهم فى نمو محفظة القروض بنسبة 30% ليصل إجمالى المحفظة إلى827 مليار جنيه بنهاية نوفمبر الماضى، مقارنة بـ637 مليار جنيه فى مارس السابق له.

ويدرس البنك، حالياً، الترتيب والمشاركة فى تمويل قروض مشتركة مع البنوك المحلية والخارجية تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 100 مليار جنيه وما يعادلها بالعملات الأجنبية.

وتتراوح حصة البنك بين 20 و30 مليار جنيه، وتتنوع التمويلات فى عدد من القطاعات المختلفة مثل البترول والبتروكيماويات والأغذية والسياحة والنقل والمستشفيات والتطوير العقارى وهو ما يتماشى مع إستراتيجية الدولة للتنمية الاقتصادية الشاملة والنهوض بالاقتصاد المصرى.

كما أن قرارات السياسة النقدية بالبنك المركزى أسهمت- العام الماضى- فى تحفيز الاستثمارات بالسوق المحلى، وبالتالى رفع معدلات النمو، وانخفاض معدلات التضخم، وتحسن سعر الصرف، بجانب ارتفاع الاحتياطى الأجنبى، ونمو الناتج القومى.

“كابيتال”: كم يبلغ حجم مشاركة البنك فى تمويل المشروعات الاستثمارية فى العاصمة الإدارية؟

“أبوالفتوح”: البنك يستهدف التوسع فى تمويل مشروعات مدن الجيل الرابع، ويأتى على رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، ومنح البنك تمويلات لقطاع المقاولات والمطورين العقاريين تصل إلى 29 مليار جنيه؛ لتمويل مشروعاتهم بالعاصمة الإدارية الجديدة.

“كابيتال”: كم تبلغ مساهمات البنك فى مبادرات البنك المركزى؟

“أبوالفتوح”: ضخ البنك قروضاً بقيمة 1.3 مليار جنيه ضمن مبادرة البنك المركزى لدعم القطاع السياحى، يستفيد منها 65 شركة لدفع المرتبات، وإعادة تطوير وتأهيل عدد من الأصول السياحية والفندقية استعداداً لمرحلة ما بعد كورونا.

كما منح البنك قروضاً لنحو 810 شركات صناعية بمبلغ 8.7 مليار جنيه ضمن مبادرة البنك المركزى لتمويل الصناعة يتم استخدامها فى تمويل الآلات والمعدات وخطوط الإنتاج وشراء المواد الخام ومستلزمات الإنتاج والطاقة الجديدة والمتجددة.

“كابيتال”: هل أثرت تداعيات “كورونا” سلبا على معدلات طلب القروض فى بعض القطاعات؟

“أبوالفتوح”: هناك تفاوت فى تأثر القطاعات بتداعيات كورونا السلبية، على سبيل المثال قطاع الطيران تأثر سلباً سواء الشركات الحكومية أو الخاصة وظهر ذلك فى حجم التمويلات الممنوحة للعملاء؛ فالشركات التى كانت لا تحتاج تمويلات كبيرة طلبت زيادة فى حجم التمويلات، وبعض الشركات التى كانت منتظمة فى السداد خلال فترة ما قبل “كورونا” تعثرت.

ووفقاً لمبادرة البنك المركزى تم تأجيل الاستحقاقات الائتمانية لهذه الشركات لمدة 6 أشهر، وعدم تطبيق عوائد وغرامات إضافية على التأخر فى السداد ضمن مبادرة البنك المركزى لتأجيل أقساط القروض.

“كابيتال”: كم تبلغ نسبة الديون المتعثرة من إجمالى محفظة قروض الشركات الكبرى؟

“أبوالفتوح”: تمثل محفظة الديون المتعثرة بالبنك 1.3% من إجمالى القروض، مقارنة بمتوسط السوق الذى يبلغ 4.5%، وجارٍ التخطيط لخفض هذه النسبة لتصل أقل من 1%.

“كابيتال”: هل تأثرت التدفقات الدولارية للبنك بسبب الأزمة؟ وكم بلغ إجمالى التدفقات الأجنبية منذ تحرير سعر الصرف؟

“أبوالفتوح:” ارتفعت حصيلة تدفقات النقد الأجنبى إلى نحو 107 مليارات دولار منذ قرار تحرير سعر صرف الجنيه فى نوفمبر 2016 وحتى الآن.

40 مليار دولار حجم التدفقات الأجنبية للبنك خلال عام 2020

وزادت حصيلة النقد الأجنبى فى البنك بنحو 7 مليارات دولار خلال 4 أشهر؛ حيث وصلت بداية شهر يوليو الماضى إلى 100 مليار دولار، كما أن التدفقات التى جمعها البنك بالعملة الأجنبية بلغت 40 مليار دولار خلال عام 2020.

“كابيتال”: كم بلغت محفظة أصول البنك؟ وإجمالى حقوق الملكية؟

“أبوالفتوح”: البنك حقق طفرة فى محفظة الأصول لتتجاوز 2.2 تريليون جنيه، ليصبح بين أكبر 10 بنوك على مستوى القطاع المصرفى العربى، مشيراً إلى أن حقوق الملكية بالبنك بلغت 129 مليار جنيه فى نوفمبر 2020، مقابل 126 مليار جنيه فى يونيو 2020، وهو ما يدعم بشكل قوى الملاءة المالية للبنك .

“كابيتال”: كيف أثرت شهادات الـ15% التى تم إصدارها العام الماضى على أرباح البنك؟ وهل معدلات الادخار تأثرت بعد وقفها؟

“أبوالفتوح”: دائماً يكون البنك من أكبر الداعمين للاقتصاد وقت الأزمات، وهو ما دفع البنك- بالتنسيق مع البنك المركزى- لطرح شهادات الادخار ذات عائد 15%، وهو ما أثر بالفعل على أرباح البنك، ولكن دون المساس بالقاعدة الرأسمالية أو معدلات كفاية رأس المال.

وحققت هذه الشهادة أهدافها؛ حيث أسهمت بشكل فعَّال فى الحفاظ على قيمة الجنيه المصرى كعنصر ادخار، وتنازل عدد كبير من العملاء عن الدولار، كما ساعدت على الحفاظ على القدرة الشرائية لمحدودى الدخل، فضلاً عن جذب شريحة كبيرة من غير المتعاملين مع الجهاز المصرفى.

وتم إيقاف إصدار هذه الشهادة فى شهر سبتمبر الماضى، بعد أن بلغت حصيلة مبيعاتها نحو 280 مليار جنيه، وبلغ إجمالى عدد العملاء الحاملين للشهادة نحو 1.06 مليون عميل منذ بداية إصدارها.

ولم يؤثر وقف الشهادات ذات العائد المرتفع على معدلات الادخار فى البنك؛ حيث تخطت 1.8 تريليون جنيه بنهاية شهر نوفمبر 2020 وبحصة سوقية بلغت 33 .%.

كما أن هناك تزايداً مستمراً فى أعداد عملاء البنك ليصل إلى 15 مليون عميل بنهاية شهر نوفمبر الماضى مقابل 12.4 مليون عميل فى يونيو 2019، أى بمعدل زيادة بين 6 و9 آلاف عميل جديد كل يوم عمل.

نسعى للحصول على موافقات البنك المركزى اللازمة لتدشين البنك الرقمى

“كابيتال”: ماذا عن استراتيجية “الأهلى المصرى” لتدشين بنك رقمى؟

“أبوالفتوح”: انتهينا من مرحلة الدراسات اللازمة للمشروع مع شركات ومؤسسات استشارية دولية وعالمية، ونسعى حالياً للحصول على الموافقات اللازمة من البنك المركزى المصرى.

وسيكون البنك الرقمى نواة لبدء مرحلة جديدة للخدمات المصرفية من أهم مميزاتها؛ إتاحة حلول مبتكرة ومختلفة تتيح للعملاء التعامل مع القطاع المصرفى من أماكن تواجدهم بشكل آمن وسريع دون الحاجة إلى تواجد فروع،

بالإضافة إلى دعم التوجه العام للدولة نحو تحقيق الشمول المالى، وخلق قنوات بديلة لتقديم الخدمات المصرفية بشكل أيسر وأكثر تطوراً، بالإضافة إلى جذب شرائح جديدة من العملاء وخاصة الشباب.

“كابيتال”: كم بلغ حجم التجارة الإلكترونية عبر بوابة البنك الأهلى؟

“أبوالفتوح”: بلغت تعاملات التجارة الإلكترونية فى البنك 2.3 مليار جنيه فى الفترة من يوليو الماضى وحتى نهاية نوفمبر 2020، مقابل 5.6 مليار جنيه عن العام المالى 2020- 2019، وأثر توقف حركة الطيران؛ بسبب فيروس كورونا سلبياً على حجم التجارة الإلكترونية؛ حيث انخفضت حجوزات شركات الطيران من خلال البوابة بنسبة 18%، مقارنة بالعام المالى السابق.

2.3 مليار جنيه حجم عمليات التجارة الإلكترونية عبر بوابة البنك

بينما ارتفعت المعاملات الأخرى بنسبة 143%، ويأتى الاهتمام بالتجارة الإلكترونية ضمن الخطط الاستراتيجية للبنك الهادفة إلى نشر ثقافة استخدام الخدمات المصرفية الإلكترونية.

“كابيتال”: كم تبلغ محفظة استثمارات البنك ونسبة النمو المستهدفة؟

“أبوالفتوح”: بلغت محفظة استثمارات البنك نحو 17.9 مليار جنيه بنهاية نوفمبر الماضى مقابل 15.2 مليار جنيه بنهاية نوفمبر 2019، وبزيادة قدرها 2.7 مليار جنيه بنسبة نمو تبلغ نحو 18 .%

ويدير قطاع الاستثمار والأسواق المالية بالبنك محفظة استثمارات مباشرة فى مختلف القطاعات بما فى ذلك السياحة، والخدمات، والتشييد، والإسكان، والزراعة، والغذاء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها؛ حيث يمتلك البنك حصصاً فى 157 شركة بقيمة تبلغ 16 مليار جنيه.

“كابيتال”: ما خطة البنك لتعظيم محفظة استثماراته المرحلة المقبلة؟

“أبوالفتوح”: البنك يولى مجال الخدمات المالية غير المصرفية اهتماماً بالغاً، عبر ذراعه الاستثمارية (الأهلى كابيتال)، وبدأنا بالفعل بالاستحواذ على شركة فاروس للسمسرة مؤخراً.

نخطط لتحويل “الأهلى كابيتال” لبنك استثمار متكامل

ونقترب من إتمام عملية الاستحواذ على شركتى فاروس للترويج وتغطية الاكتتاب وفاروس لتكوين وإدارة محافظ الأوراق المالية وصناديق الاستثمار وكذلك صندوق فاروس الأول.

كما أن شركة الأهلى كابيتال تتولى ملف تأسيس شركة متخصصة فى تمويل المشروعات متناهية الصغر، وتعمل عليه، حالياً، بالتوازى مع التوسعات فى عدد من الأنشطة الأخرى للتحول لكيان استثمارى متكامل.

التخارج من استثمارات بـ1.1 مليار جنيه بأرباح رأسمالية 897 مليون جنيه

كما يعتزم البنك ضخ استثمارات فى قطاعى الصحة والتعليم عبر أذرعه الاستثمارية؛ حيث يمثل هذان القطاعان أهمية خاصة لدى البنك، كما يدرس البنك ضم شركتى التأجير التمويلى والعقارى تحت مظلة الأهلى كابيتال، فى إطار سعيه لتحويلها إلى بنك استثمار متكامل.

“كابيتال”: هل تستهدفون التخارج من مساهماتكم فى بعض الأصول؟ وكم تبلغ الأرباح الرأسمالية منها؟

“أبوالفتوح”: تهدف سياسة البنك إلى تدوير محفظته الاستثمارية عبر التخارج من بعض المشروعات لتحقيق أرباح رأسمالية، وإتاحة الفرصة للمشاركة فى مشروعات أخرى، كما أنه من المستهدف التخارج من مساهمات فى شركات بقيمة 1.1 مليار جنيه، يحقق منها البنك أرباحاً رأسمالية متوقعة 897 مليون جنيه .