مع تصعيد الشرق الأوسط.. كيف يصبح الذهب أحمرًا أثناء الحرب؟

سوق الذهب

لو أخبرتكم أن إسرائيل وإيران خاضتا حربًا وصعّدتاها خلال الأسبوع الماضي، لتوقعتم ارتفاعًا قويًا في سعر الذهب. لكن الحقيقة هي أن الذهب أنهى الأسبوع على انخفاض عما كان عليه قبل بدء هذه الحرب.

لذا، لو أخبرتكم بالأخبار قبل بداية الأسبوع الماضي، لظنّ كل من يؤمن بالنموذج الميكانيكي لأسواقنا المالية أن الذهب كان سيشهد أحد أفضل أسابيعه في عام 2025.

لكن من الواضح أن هذا لم يكن ما شهده السوق إطلاقًا، فقد رأينا عكس التوقعات العامة تمامًا.

في الواقع، بدا السوق غافلًا تمامًا عن هذه الحرب الكبرى، ولن تتمكنوا حتى من رصد هذا المؤشر بمجرد النظر إلى مخطط الذهب.

في الحقيقة، ربما لن تعلموا حتى أن حربًا كبرى تدور في الشرق الأوسط، ناهيك عن أن أكبر حرب منذ عقود تُخاض في تلك المنطقة.

أود أن أغتنم هذه الفرصة لأذكركم بالعديد من الدراسات التي تتعارض مع النموذج الميكانيكي المتعارف عليه للسوق، والتي نأمل أن تساعدكم على فهم حركة السوق خلال الأسبوع الماضي.

في دراسة أجراها كاتلر وبوتربا وسامرز عام ١٩٨٨ بعنوان “ما الذي يحرك أسعار الأسهم”، استعرضوا حركة أسعار سوق الأسهم بعد صدور أخبار اقتصادية رئيسية أو غيرها (بما في ذلك الأحداث السياسية الرئيسية) بهدف تطوير نموذج يُمكّن من التنبؤ بحركة السوق بأثر رجعي.

نعم، لقد فهمتم ما قلته جيدًا. لم يكونوا قد وصلوا بعد إلى مرحلة تطوير نموذج تنبؤ مستقبلي.

ومع ذلك، خلصت الدراسة إلى أن “أخبار الاقتصاد الكلي… لا تفسر إلا حوالي خُمس تحركات أسعار سوق الأسهم”. بل إنها أشارت إلى أن “العديد من أكبر تحركات السوق في السنوات الأخيرة حدثت في أيام لم تشهد أحداثًا إخبارية رئيسية”.

وخلصت أيضًا إلى أن “تأثير الأخبار الكبيرة المتعلقة بالتطورات السياسية… والأحداث الدولية ضئيل بشكل مدهش”.

وتشير الدراسة أيضًا إلى أن: “ردود فعل السوق المحدودة نسبيًا على مثل هذه الأخبار، إلى جانب الأدلة على أن تحركات السوق الكبيرة غالبًا ما تحدث في أيام لا تشهد أي بيانات إخبارية رئيسية يمكن تحديدها، تُلقي بظلال من الشك على الرأي القائل بأن تحركات أسعار الأسهم قابلة للتفسير الكامل بالأخبار…”.