علاء الشيخ: التسويق العقاري المضلل خطر حقيقي على السوق المصري ويهز ثقة العملاء في المطورين

صرّح خبير التسويق العقاري علاء الشيخ بأن السوق العقاري المصري بات يشهد مؤخرًا موجة متزايدة من الممارسات التسويقية المضللة، التي تضر بسمعة القطاع وتربك قرارات الشراء لدى العملاء، مؤكدًا أن ما يجري من تضخيم للمزايا أو إخفاء للحقائق في الحملات الإعلانية، يهدد بخلق فجوة كبيرة بين التوقعات والواقع، وهو ما قد يؤثر سلبًا على استقرار السوق وثقة المستهلكين.

وأوضح الشيخ أن بعض الشركات أو الوكالات تسعى لتحقيق أهداف بيعية سريعة على حساب الشفافية والمصداقية، مضيفًا:
“أصبحنا نرى وعودًا وهمية في الإعلانات، مثل تسليم وحدات خلال عام واحد دون إثبات واقعي أو ترويج لمشروعات قبل حصولها على التراخيص، وهذا النوع من التسويق يسيء لصورة السوق ككل، ولا يضر العميل فقط بل يضر المطورين الجادين أيضًا.”

نتائج خطيرة على السوق والعملاء

وأشار علاء الشيخ إلى أن هذه الظاهرة تُنتج تأثيرات متسلسلة تبدأ من تضليل العميل الفردي، وتمتد إلى زعزعة الثقة العامة، قائلًا: “العميل الذي يتعرض لتجربة مخادعة، لا يكتفي بالانسحاب من عملية شراء واحدة، بل ينقل تجربته السلبية لمحيطه، وتبدأ دوائر كاملة من التراجع في نوايا الشراء، ما يؤدي إلى حالة عامة من التباطؤ والتشكك.”

كما أكد أن الضرر لا يتوقف عند العميل، بل يمتد إلى السوق بكامله، حيث تتأثر الشركات الجادة التي تعتمد على مصداقيتها وتفقد فرصها العادلة بسبب الممارسات غير المسؤولة من أطراف أخرى تعتمد أساليب بيع غير مهنية.

التسويق الذكي مقابل التسويق المضلل

أوضح الشيخ أن هناك خلطًا شائعًا بين التسويق الذكي والتسويق المضلل، مشددًا على ضرورة التفريق بينهما، وقال:
“التسويق الذكي يبني على معرفة دقيقة بخصائص المشروع ويقدّم الرسائل المناسبة لجذب الفئة المستهدفة بصدق، بينما التسويق المضلل يعتمد على التهويل وإخفاء العيوب، ويؤدي حتمًا إلى نتائج عكسية.”

وأضاف أن التسويق الناجح ليس في كسب صفقة مؤقتة، بل في بناء علاقة طويلة المدى مع العميل تقوم على الثقة والشفافية، متابعًا:
“أهم رأسمال لأي شركة تسويق عقاري هو ثقة العميل… من يخسرها، يخسر السوق بالكامل.”

دعوة للرقابة والمهنية

أشار علاء الشيخ إلى أن معالجة الظاهرة تتطلب تدخلًا جادًا من الجهات التنظيمية مثل جهاز حماية المستهلك وهيئة الرقابة على الإعلانات والمطورين العقاريين أنفسهم، مؤكدًا على ضرورة سنّ معايير واضحة للإعلانات العقارية تضمن التزام الشركات بما يتم عرضه للجمهور.

وأضاف: “نحن بحاجة لوجود دليل موحد يلزم كل الأطراف في السوق بتقديم معلومات حقيقية، وفرض عقوبات حاسمة على من يروج لمعلومات مغلوطة، حتى نحمي العميل من جهة، ونحافظ على هيبة السوق من جهة أخرى.”

حماية السوق تبدأ من الصدق

اختتم علاء الشيخ تصريحه قائلاً: “السوق العقاري المصري يمتلك مقومات نمو هائلة، لكن لا بد أن نحميه من الداخل. التسويق المضلل يقتل فرص النجاح الحقيقية، ويجعل السوق هشًا وغير مستقر. نحن بحاجة لتسويق ذكي، احترافي، شفاف، قائم على الوضوح، لا على الإبهار المصطنع. العميل اليوم أكثر وعيًا مما نتخيل، والشفافية لم تعد رفاهية، بل ضرورة بقاء.”