حذّر خبراء في السلع الغذائية من أن أسعار القهوة في الولايات المتحدة تتجه نحو تسجيل أعلى مستوى في تاريخها، مدفوعة بارتفاع رسوم الاستيراد وغلاء أسعار البن عالمياً، في وقت لا تملك فيه أميركا خياراً سوى الاستيراد بسبب عدم ملاءمة مناخها لإنتاج القهوة.

وبحسب رئيس قسم السلع الزراعية في بنك رابوبنك، كارلوس ميرا، فإن أسعار التجزئة للقهوة قد ترتفع بنسبة 30 % خلال عام 2025، وأضاف «قد ترتفع أسعار العبوة الكبيرة من القهوة بنحو الثلث، مقارنة بالعام الماضي».

رسوم جمركية جديدة رغم تراجع «الرسوم المتبادلة»

الرئيس الأميركي دونالد ترامب فاجأ السوق بإعلان رسوم جمركية جديدة بنسبة 10 % على واردات القهوة، بعد أن كان قد فرض «رسوماً متبادلة» بنسبة 46 % على فيتنام، أحد أبرز مصدري البن.

وعلى الرغم من إلغاء تلك الرسوم المرتفعة لاحقاً، فإن الرسوم العامة الحالية تعني ارتفاعاً في تكلفة الاستيراد بنسبة 10 %، في وقت بلغ فيه سعر بن أرابيكا أكثر من 4 دولارات للرطل في فبراير شباط، وهو رقم قياسي تاريخي.

تكاليف متزايدة للقطاع وعبء على المستهلك

تي جي سيمانشن، صاحب سلسلة وندرستيت كوفي قال إن الأسعار ارتفعت لديه بـ15–20 % في مارس آذار، ويتوقع زيادة إضافية بمقدار دولار واحد لكل كيس جملة، وأضاف «لم يسبق أن كانت القهوة بهذا السعر المرتفع في أي وقت من التاريخ»، وفق صحيفة ذا تليغراف البريطانية.

وأوضح أن الرسوم ستكلف شركته 300 ألف دولار سنوياً، في ظل عدم وجود أي بدائل محلية للزراعة، باستثناء 1 % من الإنتاج في هاواي.

القهوة تتفوق على التضخم العام

تشير بيانات التضخم الأميركية إلى أن أسعار القهوة بالتجزئة ارتفعت بنسبة 6.7 في المئة على أساس سنوي في مارس ، أي ثلاثة أضعاف معدل التضخم العام البالغ 2.4 %.

وقال خبير الاقتصاد الزراعي في بنك آي إن خي، ثايس خيير، إن القهوة إلى جانب الشوكولاتة تسجلان أعلى معدلات زيادة في الأسعار ضمن سلة إنفاق المستهلك الأميركي.

أما كبير محللي السلع في بنك إس إي بي، بيارني شيلدروب، فأكد أن الرسوم الجمركية الحالية سيكون لها تأثير مباشر في زيادة الأسعار «القهوة لن تكون استثناء».