أنهت الأسواق العالمية أسبوعًا حافلًا بالأحداث بتقلبات قوية ومكاسب قياسية، وسط تفاؤل المستثمرين بالبيانات الاقتصادية وفرص تخفيف السياسات النقدية. وتمكنت وول ستريت من تسجيل أداء أسبوعي هو الأفضل منذ شهور، مدفوعة بارتفاع أسهم التكنولوجيا وتراجع المخاوف المرتبطة بالتضخم وأسعار الفائدة.
صعود قوي في مؤشرات وول ستريت
شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية قفزة قوية بنهاية تعاملات الجمعة. قفز مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 1.55% أو ما يعادل 619 نقطة ليغلق عند مستوى 40212 نقطة، محققًا مكاسب أسبوعية بنسبة 4.95%. أما مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” فقد ارتفع بنسبة 1.8% أو حوالي 95 نقطة، مغلقًا عند مستوى 5363 نقطة، مما دفع بالمؤشر إلى تسجيل مكاسب أسبوعية قوية بلغت 5.7%. في حين أضاف مؤشر “ناسداك” المركب أكثر من 2% أو 337 نقطة لينهي الأسبوع عند 16724 نقطة، محققًا مكاسب أسبوعية مبهرة بلغت 7.3%، بدعم من ارتفاع أسهم التكنولوجيا الكبرى. وتُظهر تحليلات منصات مالية مثل تحميل 1xbet أن تسارع المكاسب في مؤشرات وول ستريت كان مدفوعًا بموجة شراء قوية من قبل المستثمرين بحثًا عن فرص استثمارية جديدة وسط تراجع المخاوف بشأن التشديد النقدي.
تباين أداء الأسواق الأوروبية
على الجانب الآخر، شهدت الأسواق الأوروبية أداءً متباينًا بنهاية الأسبوع. حيث تراجع مؤشر “ستوكس يوروب 600” بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليغلق عند 486.8 نقطة، ليسجل خسائر أسبوعية بنسبة 1.9%. جاء هذا الانخفاض نتيجة مخاوف بشأن ضعف النمو الاقتصادي في منطقة اليورو واستمرار ضغوط التضخم، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بخصوص السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي.
أداء متباين لبورصات لندن وفرانكفورت وباريس
رغم الأداء الضعيف للأسواق الأوروبية بشكل عام، إلا أن بعض المؤشرات أظهرت صعودًا محدودًا. فقد ارتفع مؤشر “فوتسي” البريطاني بنسبة 0.65% ليصل إلى 7964 نقطة، مدعومًا بارتفاع أسهم الشركات الكبرى. في المقابل، سجل مؤشر “داكس” الألماني انخفاضًا بنسبة 0.9% مغلقًا عند 20374 نقطة، وسط تراجع ثقة المستثمرين في الأداء الاقتصادي لأكبر اقتصاد أوروبي. كما تراجع مؤشر “كاك” الفرنسي بنسبة 0.3% إلى 7104 نقاط متأثرًا بضعف الطلب المحلي ومخاوف تباطؤ الصادرات الفرنسية.
الأسواق الآسيوية تحت الضغط
أما الأسواق الآسيوية فقد شهدت ضغوطات بيعية قوية خلال الأسبوع. في اليابان، انخفض مؤشر “نيكي 225” بنسبة 2.95% ليغلق عند 33585 نقطة، متأثرًا بتراجع أسهم التكنولوجيا وضعف بيانات الإنتاج الصناعي. كما هبط المؤشر الأوسع نطاقًا “توبكس” بنسبة 2.85% إلى مستوى 2466 نقطة، ليسجل كلا المؤشرين خسائر أسبوعية بلغت حوالي 0.6%. تأتي هذه الخسائر وسط استمرار القلق بشأن تباطؤ النمو في الصين وتأثيراته على الاقتصادات الآسيوية المرتبطة بها.
عوامل الدعم والضغط على الأسواق العالمية
كان لتراجع المخاوف من تشديد السياسة النقدية الأمريكية دور محوري في دعم أداء الأسهم الأمريكية، خاصة مع صدور بيانات تضخم جاءت أقل من المتوقع. في المقابل، استمرت المخاوف في أوروبا وآسيا بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي، وارتفاع أسعار الطاقة، وعدم وضوح السياسات التجارية العالمية، مما وضع ضغوطًا على معنويات المستثمرين في تلك الأسواق.
أسهم التكنولوجيا تقود المكاسب في وول ستريت
قاد قطاع التكنولوجيا موجة الارتفاعات في وول ستريت، مع صعود أسهم شركات مثل آبل، مايكروسوفت، وإنفيديا. عززت التوقعات القوية لنمو أرباح هذه الشركات، إلى جانب التقدم المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي، من جاذبية أسهم التكنولوجيا، مما ساعد على رفع مؤشرات السوق إلى مستويات قياسية جديدة.
توقعات متفائلة لبداية الصيف
مع اقتراب فصل الصيف، يتوقع المحللون أن تستمر الأسواق الأمريكية في تحقيق مكاسب مدعومة بنتائج الأعمال القوية والتفاؤل بشأن تخفيف السياسات النقدية. ومع ذلك، سيظل المستثمرون يراقبون عن كثب تطورات الاقتصاد العالمي وأي إشارات جديدة من البنوك المركزية قد تؤثر على مسار الأسواق في الأشهر المقبلة.
الخاتمة: أسواق تحت المجهر وترقب مستمر
رغم الأداء القوي لوول ستريت هذا الأسبوع، إلا أن التباين في أداء الأسواق العالمية يعكس حالة عدم اليقين المستمرة التي تحيط بالمشهد الاقتصادي العالمي. سيبقى المستثمرون في حالة تأهب لأي مستجدات اقتصادية أو جيوسياسية قد تؤثر على مزاج الأسواق، في وقت تتسم فيه التوقعات بالحذر والحيطة رغم نسمات التفاؤل التي تهب من حين لآخر.