صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على الاحتياطي الفيدرالي مجددًا، مشيرًا مساء الأربعاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن البنك المركزي “سيكون في وضع أفضل بكثير” إذا خفض أسعار الفائدة مع دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ.

جاءت هذه التعليقات على موقع “تروث سوشيال” بعد أن أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة يوم الأربعاء للاجتماع الثاني على التوالي، متمسكًا بتوقعاته السابقة بخفض أسعار الفائدة مرتين خلال هذا العام.

لكن ما غيّره البنك المركزي هو توقعاته للتضخم (ارتفاعًا) والنمو الاقتصادي (انخفاضًا)، حيث صرّح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن السبب الرئيسي وراء هذا التغيير هو حالة عدم اليقين الناجمة عن خطط ترامب لفرض مجموعة كبيرة من الرسوم الجمركية الجديدة، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة بالفعل على الصين وكندا والمكسيك.

ووعد الرئيس بالكشف عن رسوم جمركية “متبادلة” على العديد من الدول في الثاني من أبريل، وهو ما وصفه بـ”يوم التحرير”.

وقال ترامب في منشور له على موقع “تروث سوشيال”: “سيكون من الأفضل بكثير على الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مع بدء انتقال الرسوم الجمركية الأمريكية (بشكل أكثر سلاسة!) إلى الاقتصاد”. وأضاف: “افعلوا الصواب. الثاني من أبريل هو يوم التحرير في أمريكا!!!”

لم يتردد باول في الحديث عن تأثير رسوم ترامب الجمركية خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء، وكان مُرتقبًا للغاية.

صرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بعبارات لا لبس فيها، بأن أجندة ترامب التجارية ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار، حتى في ظل حالة عدم يقين كبيرة بشأن حجم هذا الارتفاع، وما إذا كانت تغيرات الأسعار ستكون “مؤقتة”.

وفي مثال واحد، خلال سؤال حول استقرار الأسعار بعد ظهر الأربعاء، قال باول إن التضخم كان قد اقترب سابقًا من الهدف الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي، لكنه الآن “يعتقد أنه مع بدء تطبيق تضخم الرسوم الجمركية، قد يتأخر إحراز المزيد من التقدم”.

أثار بعض المحللين تساؤلات حول ثبات توقعات الاحتياطي الفيدرالي العامة بخفضين لأسعار الفائدة هذا العام، حتى في الوقت الذي أثّرت فيه سياسة ترامب التجارية سلبًا على الأسواق وخفّضت توقعات النمو الاقتصادي لما تبقى من العام.

وقالت شركة كابيتول إيكونوميكس في مذكرة صدرت مباشرةً عقب قرار يوم الأربعاء وقبل المؤتمر الصحفي: “لا نزال نعتقد أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يُقلّلون من شأن مدى تأثير الرسوم الجمركية على التضخم”.

وفي نقاط أخرى من مؤتمره الصحفي يوم الأربعاء، قال باول أيضًا إن الآثار الدقيقة للرسوم الجمركية على الأسعار غير مؤكدة، وقد لا تُعرف بدقة أبدًا، بل قد تكون مؤقتة.

ووصف آثار الرسوم الجمركية على الأسعار بأنها “مؤقتة” – مُعيدًا استخدام مصطلح خضع لتدقيق مكثف، استخدمه الاحتياطي الفيدرالي ومسؤولون اقتصاديون آخرون في عام 2021 مع بدء ارتفاع الأسعار خلال رئاسة جو بايدن.