أستاذ طب نفسي: التعامل مع الإدمان على تدخين السجائر

قالت الدكتورة رانيا ممدوح، أستاذ مساعد الطب النفسي بكلية طب القصر العيني إن الطبيعة الإدمانية للنيكوتين تجعل الإقلاع عن التدخين صعبًا بشكل خاص. يعاني العديد من المدخنين من الرغبة الشديدة وأعراض الانسحاب، والتي يمكن أن تؤدي إلى الانتكاسات. ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تلعب دورًا في الإدمان على تدخين السجائر مثل مستويات التوتر ومشاكل الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب، وغالبًا ما يستخدم التدخين كآلية للتكيف. كما ترتبط العادة بالتأثيرات الاجتماعية والثقافية، وغالبًا ما يكون التدخين مقبولًا اجتماعيًا، وخاصة بين الرجال. ضغط الأقران والتجمعات الاجتماعية حيث ينتشر التدخين.

وأضافت الدكتورة رانيا، يعد الإقلاع عن التدخين الطريقة الأكثر فعالية للحد من الضرر الناجم عن استخدام التبغ. فهو يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالتدخين، مثل سرطان الرئة وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي. وقد وجدت الدراسات التي تقيّم تدخلات الإقلاع عن التدخين، بما في ذلك علاجات استبدال النيكوتين مثل علكة النيكوتين و لصقات النيكوتين، أنه على الرغم من فعاليتها وأمانها ومعدلات نجاحها في الإقلاع عن التدخين أعلى، إلا أنها تتطلب الالتزام والاستشارة المستمرة.

لقد كانت الأدلة موجودة منذ عقود، إن الامتناع عن التدخين لا ينجح مع أغلب الناس. فمعدل نجاح الإقلاع عن التدخين في مصر يختلف، ولكنه منخفض بشكل عام. ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة شرق المتوسط ​​الصحية، وجد أن معدل الإقلاع عن التدخين بين المدخنين المصريين بلغ حوالي 10%. وأفاد مصدر آخر، وهو المسح العالمي للتبغ للبالغين (GATS) مصر 2022، أن معدل الإقلاع عن التدخين بلغ حوالي 8.5%..

في مصر، معدل الانتكاس بين المدخنين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين مرتفع للغاية. ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة شرق المتوسط ​​الصحية، فإن معدل الانتكاس بين المدخنين المصريين يبلغ حوالي 85% خلال العام الأول من محاولة الإقلاع عن التدخين. وهذا يشير إلى أن حوالي 15% فقط من المدخنين قادرون على البقاء خاليين من التدخين لمدة عام بعد محاولتهم الأولى للإقلاع عن التدخين.

و أنهت الدكتورة رانيا حديثها: نرى أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الهدف الاسمى هو الامتناع التام عن كل أنواع التدخين و أن التدخين بالاحتراق او استهلاك التبغ بالتسخين يسببان تبعيات صحية و نفسية و قلبية خطرة إلا أنّ عدداً من الدول تبنت توجهاً مختلفاً  كاستراتيجيات الحد من أضرار التبغ في سياساتها مثل المملكة المتحدة و نيوزيلندا و التشيك و السويد و غيرها.

 

 

 

فمؤخراً صرح وزير الصحة المساعد النيوزيلندي، السيد كيسي كوستيلو، قائلاً: “تعتبر منتجات التبغ المسخن أقل ضررًا من المنتجات المدخنة بسبب غياب الاحتراق في البخار المستنشق.”. و نشاهد في اليابان تدني واضح في مبيعات السجائر منذ اطلاق منتجات التبغ المسخن لتوجه المدخنين الى تلك المنتجات، مما ساهم في خفض معدلات تدخين السجائر.

نحتاج دراسات طويلة الأمد لتقييم تاثير التبغ المسخن على الحد من الضرر كما احتجنا دراسات و سنوات طويلة لمعرفة تاثير التبغ المحترق. إلا أن هناك بعض الدراسات العلمية المنشورة من قبل جامعات علمية مرموقة منها دراسات المؤشرات الحيوية التي تبين أن منتجات التبغ المسخن، و بالرغم من عدم خلوها من المخاطر، فإنها يمكن أن تقلل بشكل كبير من التعرض للمواد الكيميائية الضارة مقارنة بالسجائر التقليدية، و التحول إليها يؤدي في انخفاض محتمل في مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والقلب مما يوفر بديلاً أقل ضرراً للمدخنين الذين سيواصلون التدخين.