سعى الزعماء الأوروبيون إلى تشكيل ما أسمته بريطانيا “تحالف الراغبين” لتأمين أوكرانيا بعد أي وقف لإطلاق النار بوساطة أمريكية، حيث اجتمعوا في لندن لتنسيق زيادات الإنفاق الدفاعي وسط مخاوف من انسحاب أمريكي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي استضاف القمة الأمنية الطارئة يوم الأحد، إن بريطانيا وفرنسا و”واحدة أو اثنتين أخريين” ستعمل مع أوكرانيا على “خطة لوقف القتال”.
وجاءت القمة بعد أسبوع من الدبلوماسية المحمومة التي تميزت باشتباك كارثي في المكتب البيضاوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول احتمالات وقف إطلاق النار مع روسيا دون ضمانات أمنية أمريكية.
وقال ستارمر للصحفيين بعد الاجتماع مع قادة أكثر من عشرة من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك زيلينسكي: “نحن على مفترق طرق في التاريخ اليوم”. “هذه ليست لحظة لمزيد من الحديث, حان الوقت للعمل. لقد حان الوقت للتقدم والقيادة والاتحاد حول خطة جديدة لتحقيق سلام عادل ودائم”.
ويجري رئيس الوزراء البريطاني، إلى جانب آخرين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتصالات هاتفية منذ أن أثارت الاشتباكات في البيت الأبيض خطر التوقف المفاجئ للدعم الأمريكي للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وتحدث ستارمر مع كل من ماكرون وترامب بعد استضافة زيلينسكي في داونينج ستريت يوم السبت، ووصف المحادثات بأنها “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وشددت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني على ضرورة الحفاظ على تماسك التحالف عبر الأطلسي خلال زيارة إلى داونينج ستريت قبل القمة. وقالت ميلوني لستارمر: “من المهم جدًا جدًا أن نتجنب خطر انقسام الغرب”.
وفي برنامج فوكس نيوز صنداي، أشار مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، تولسي غابارد، إلى أن زيلينسكي سيحتاج إلى الاعتذار لترامب إذا أراد أن تمضي العلاقة قدما.
وقالت غابارد: “سيكون هناك إعادة بناء لأي نوع من الاهتمام بالمفاوضات بحسن نية قبل أن يكون الرئيس ترامب على استعداد لإعادة الانخراط في أي من هذا”.
وفي قلب المخاوف الأوروبية كانت دبلوماسية ترامب المباشرة والسريعة الخطى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي شن غزوه الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 وما زال يسيطر على حوالي خمس أراضي البلاد.
وفي الوقت نفسه، حث الرئيس الأمريكي الأوروبيين على القيام بدور قيادي في دعم أوكرانيا، مما دفع الحكومات في جميع أنحاء القارة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي.