توقعات أسعار السيارات الجديدة بعد عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض

السيارات الجديدة

لم يعد العثور على سيارة جديدة بسعر معقول في الولايات المتحدة أمرًا سهلًا، وخاصة في ظل التضخم، وربما يصبح الأمر أكثر سوءًا مع عودة “ترامب” للبيت الأبيض في ولاية ثانية، وذلك لتعهده بحماية السيارات المصنوعة في أمريكا من خلال فرض رسوم جمركية باهظة على الواردات.

السلع القادمة من المكسيك وكندا

أكد الرئيس المنتخب بشكل صريح عزمه فرض رسوم بنسبة 25% على كافة السلع القادمة من المكسيك وكندا في أول يوم من توليه لمنصبه، والمقرر في العشرين من يناير.

ثلث كافة المركبات

على الرغم من أنه يتم تصنيع ما يقرب من ثلث كافة المركبات التي تُباع في الولايات المتحدة، ويقل سعرها عن 30 ألف دولار في المكسيك بما في ذلك “نيسان سنترا” و”فورد مافريك”.

الرسوم الجمركية

كما وعد بزيادة الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بنسبة 10% إضافية إلى جانب التدابير القائمة، وهو ما قد يجعل الكثير من السيارات أكثر تكلفة، لأنه على الرغم من أن الصين تشحن عددًا قليلاً نسبيًا من السيارات للولايات المتحدة فإنها مصدر رئيسي لأجزاء السيارات منخفضة السعر.

تعقيد سلسلة التوريد

تعتمد سلسلة توريد صناعة السيارات على الأجزاء والمواد التي تورد من حول العالم، بدءًا من المسامير ووصولاً إلى الرقائق الحاسوبية باهظة الثمن وغيرها من المكونات التقنية التي لا يتم تصنيعها بكميات كافية في المصانع الأمريكية لتلبية الطلب.

كما أن سلسلة توريد قطاع السيارات فريدة من نوعها، لأن بعض الأجزاء تتحرك ذهابًا وإيابًا عبر الحدود الدولية عدة مرات أثناء عملية التجميع.

توريد قطاع السيارات

على سبيل المثال، عجلة القيادة، أوضح “إيفان دروي” المسؤول لدى “إيموندز” أن المستشعرات الإلكترونية وغيرها من الأجزاء التي تدخل في صناعة عجلة القيادة تأتي لأمريكا لتجميعها من دول منها ألمانيا، ثم يتم إرسال عجلة القيادة للمكسيك للخياطة، لتعود مرة أخرى للولايات المتحدة لتركيبها في السيارة.

الأكثر شعبية

حتى أن “فورد إف -150” – الأكثر شعبية في الولايات المتحدة لأكثر من 40 عامًا – فإن 45% فقط من أجزائها يأتي من مصانع أمريكية أو كندية، بينما يتم استيراد العديد من محركات بعض إصداراتها من المكسيك، رغم تجميع أجزائها في ميشيغان أو ميسوري.

ووفقًا للجمعية المكسيكية للسيارات، فإن أكثر من 20 مصنعًا لتجميع السيارات في المكسيك ينتج 4 ملايين مركبة سنويًا يتم شحن حوالي 70% منها للولايات المتحدة.

مصانع تجميع السيارات

حيث تبدأ الأجور في مصانع تجميع السيارات في المكسيك بين 3.5 دولار إلى 4.3 دولار في الساعة، وفقًا لـ “إرنستو برافو” المسؤول لدى الشركة الأمريكية “تيكما” Tecma، بينما يصل أجر نفس الوظائف في أمريكا إلى حوالي 33 دولارًا في الساعة.

مكاسب محتملة

يزعم “ترامب” أن الرسوم الجمركية ستيعد الوظائف للولايات المتحدة لأنها ستجبر الشركات المصنعة على إغلاق مصانعها خارج البلاد وفتح أو توسعة المصانع الأمريكية.

أجزاء السيارات المستوردة

لكن سيكون من الصعب إيجاد إمدادات محلية بديلة للعديد من أجزاء السيارات المستوردة، وبالنسبة لبعض الأجزاء الأقل تكلفة مثل المسامير، فليس من المجدي اقتصاديًا تصنيعها في أمريكا، وبالتالي سيكون من الأفضل دفع التعريفات الجمركية وتمرير التكلفة لمشتري السيارات.

صناعة السيارات

وفي أحسن الحالات إذا تم توفير بديل محلي للإمدادات المستوردة، فإنه سيكون أعلى تكلفة في الغالب، وذلك لأن تدني سعر الأجزاء المستوردة – مقارنة بتكلفة تصنيعها – هو السبب وراء لجوء شركات صناعة السيارات إليها.

إنشاء مصانع جديدة

إلى جانب أن عملية إنشاء مصانع جديدة لتوفير تلك البدائل سيتطلب الوقت الذي قد يصل من ثلاث إلى خمس سنوات، وذلك مثلاً لصناعة الرقائق الحاسوبية التي تتحكم في كل شيء في السيارات الحديثة من استهلاك الوقود إلى تدفئة المقاعد، وماسحات الزجاج الأمامي.

وحتى عملية تحديث وتوسيع المصانع الحالية قد تستغرق عامًا أو ربما أكثر، لذلك ستؤدي الرسوم الجمركية لزيادة تكلفة كافة المركبات في المصانع الأمريكية والتي ستنتقل للمشتري النهائي.

إلى أي مدى قد ترتفع الأسعار؟

ارتفعت أسعار السيارات الجديدة في أمريكا خلال الوباء، مع نقص توافر الأجزاء وكذلك المخزون، إلى جانب تأثير الفائدة المرتفعة.

شراء سيارة جديدة

لذلك أرجأ العديد من الأمريكيين قرار شراء سيارة جديدة على أمل تراجع الأسعار أو معدلات الفائدة، لأن تكلفة شراء سيارة جديدة حاليًا تزيد على 47 ألف دولار في المتوسط، ولكن ربما لن يتحسن الأمر مع عودة “ترامب” للبيت الأبيض، بل قد تزداد التكلفة.

هناك 18% فقط من السيارات الجديدة المبيعة في أمريكا التي يبلغ سعرها 30 ألف دولار أو أقل، منها “فورد مافريك” المصنعة في المكسيك والتي يبدأ سعرها من 24 ألف دولار.

كوريا الجنوبية

و”شيفي تراكس” التي تُصنع في كوريا الجنوبية بسعر 20.4 ألف دولار، وفقًا لما ذكره “سام فيوراني” نائب رئيس توقعات السيارات لدى “أوتو فوركاست سوليوشنز”.

وتقدر “إدموندز” أن فرض تعريفات جمركية بنسبة 20% على السيارات المستوردة قد يرفع متوسط السعر بحوالي 7 آلاف دولار من 35 ألفًا إلى 42 ألف دولار، إذا نقلت الشركات التكلفة الكاملة للرسوم للمستهلكين.

الرسوم الجمركية

وتشير تقديرات “ولفي ريسيرش” إلى أن اقتراح “ترامب” بشأن الرسوم الجمركية قد يضيف 3 آلاف دولار إلى متوسط تكلفة كل سيارة تباع في الولايات المتحدة.

أشارت تقديرات في مذكرة لمحلل لدى بنك “ويلز فارجو” إلى أن الرسوم الجمركية على مكونات السيارات قد تضيف ما يتراوح بين 600 دولار إلى 2500 دولار على كل مركبة بسبب الأجزاء الواردة من المكسيك وكندا والصين.

أما عن المركبات المجمعة في المكسيك وكندا – التي تمثل حوالي 23% من المبيعات في أمريكا – فقد ترتفع بما يتراوح بين 1750 دولارًا إلى 10 آلاف دولار.

صدمة محتملة

لذلك فإن فرض رسوم جمركية على واردات السيارات من شأنه تشكيل صدمة سلبية كبيرة على مبيعات السيارات الجديدة، لأن الطلب في السوق حساس للغاية للتغيرات السعرية.

وبالتالي فإن أسعار السيارات قد تقفز بشكل حاد في حال مضى “ترامب” قدمًا في خططه لفرض رسوم جمركية باهظة على الأجزاء التي تدخل في صناعة المركبات الأمريكية.

خطط التعريفات الجمركية

وعلى الرغم من ادعائه بأن الرسوم الجمركية تدفعها الدول الأجنبية، فإنه في الواقع يتم تمرير تلك التكلفة دائمًا إلى المستهلك النهائي الذي يشتري السلعة المستوردة.

وفي حال تراجع “ترامب” عن خطط التعريفات الجمركية الشاملة، وفرض رسومًا فقط على السيارات المجمعة بالكامل والتي يتم استيرادها، فإن هذا سيرفع سعر السيارات المصنعة محليًا والمستوردة معًا، لأنها ستحد من المعروض من المركبات في السوق الأمريكية.