مع اقتراب العام الجديد، ربما يعقد العديد من الناس عزمهم على تحسين صحتهم ولياقتهم البدنية. وبالنسبة للبعض، تُعد تطبيقات اللياقة البدنية بمثابة الأداة المثلى للمساعدة في تتبع الأهداف الموضوعة وتحسين الصحة العامة.
ولكن بالنظر إلى آلية جمع هذه التطبيقات لمقدار كبير من البيانات الشخصية، بما يشمل الموقع، والمؤشرات الصحية، والأنشطة الاعتيادية، تصبح حماية الخصوصية ضرورة ملحة.
تنبع قيمة تطبيقات اللياقة البدنية من دورها في تحسين الصحة والرفاهية، والمساعدة على تحقيق أهداف اللياقة البدنية الشخصية، ومتابعة تقدم التمارين الرياضية. ومع ذلك، فمن المهم الاحتراس جيداً تجاه محاذير الخصوصية المرافقة لتسهيلات الحياة التي تقدمها هذه التطبيقات.
في هذا السياق، قال براندون مولر، الخبير الفني لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى كاسبرسكي: «ينتاب العديد من الناس الحماس لبدء رحلتهم في الصحة والعافية مع بداية العام الجديد. ومن شأن تطبيق لياقة بدنية أن يكون حافزاً رائعاً؛ ولكن رغم هذا، يتوجب على المستخدمين أن يكونوا مدركين أيضاً لمخاطر الخصوصية التي قد يشكلها ذلك. ومن خلال اتخاذ بضعة احتياطات أمنية، يمكن للمستخدمين الاستمتاع آمنين بتحقيق أهداف اللياقة البدنية مع قدوم عام 2025.»
تقدم كاسبرسكي النصائح التالية لمستخدمي تطبيقات اللياقة البدنية:
1. قيد وصول التطبيق ليكون محدوداً بالبيانات الضرورية فقط
قد تطلب تطبيقات اللياقة البدنية أذونات تتجاوز ما هو ضروري لوظائفها، مثل الوصول إلى جهات الاتصال أو الصور. لذا، تجنب مشاركة البيانات غير الضرورية لتقليل خطر الانكشاف. فعلى سبيل المثال، اسمح للتطبيقات بتتبع موقعك أثناء استخدامها فقط بدلاً من تعقبه باستمرار، وقم بتقييد الوصول إلى البيانات الحساسة، مثل جهات الاتصال أو الملفات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
2. اختر التطبيقات التي تتبع ممارسات الخصوصية القوية
لا تتساوى التطبيقات من حيث وضعها لخصوصية المستخدم في رأس قائمة الأولويات. لذا عليك القيام ببعض البحث حول سياسات خصوصية التطبيقات ومطالعة المراجعات لتحديد تلك الملتزمة بحماية البيانات الشخصية منها. تمتاز التطبيقات الموثوقة بالوضوح والصراحة إزاء طبيعة البيانات التي تجمعها، وكيفية استخدامها، وما إذا كانت عرضة للمشاركة مع أطراف خارجية. فكن حذراً حيال التطبيقات التي تتسم سياسات الخصوصية لديها بالغموض أو التعقيد المفرط.
3. كن حذراً حيال مشاركة موقعك
تقوم تطبيقات الجري وركوب الدراجات بتتبع مسارات الطرق، كاشفة في الغالب عن عناوين السكن أو العمل عند استخدامها بانتظام. وبالإمكان إساءة استغلال هذه المعلومات إذا ما وقعت في الأيدي الخاطئة. لذا، عليك أن تلجأ لإعدادات الخصوصية داخل التطبيق لإخفاء موقعك الدقيق وقصر إمكانية الرؤية على الأطراف التي تثق بها حصراً. وفي الحالات التي لا ضرورة فيها للتتبع التفصيلي، قم بإيقاف تشغيل تحديد الموقع الجغرافي تماماً.
4. أنشئ كلمات مرور قوية وفعّل ميزات الأمان
قد لا تدعم تطبيقات اللياقة البدنية خاصية المصادقة الثنائية، ولكن لا يزال من الممكن الحفاظ على أمان حسابك من خلال استعمال كلمة مرور فريدة ومعقدة. وضع في اعتبارك تخزينها في أداة لإدارة كلمات المرور لتسهيل الوصول إليها. وتجنب إعادة استخدام كلمات المرور عبر تطبيقات أو منصات متعددة.
5. استخدم شبكة خاصة افتراضية على شبكات الواي فاي العامة
تجنب إدخال معلوماتك الشخصية عبر شبكات الواي فاي العامة، سواء داخل صالة الألعاب الرياضية، أو في وجهة صحية ما، أو أثناء السفر. حيث يمكن للمجرمين السيبرانيين اعتراض البيانات على الشبكات غير المؤمنة، لذا، فكر في استخدام شبكة خاصة افتراضية (VPN) لحماية اتصالك.
6. راجع أذونات التطبيق وحدثها بانتظام
مع استمرارك في استخدام التطبيق، قم بمراجعة أذوناتك الممنوحة وتحديثها بشكل دوري. فقد تترافق تحديثات التطبيق الجديدة مع إدخال تغييرات على الأذونات. لذا، تأكد من أنك راضٍ ومطمئن للبيانات التي تشاركها. كما تساعد المواظبة على التحقق من إعدادات الخصوصية في بقائك بموضع المسيطر على معلوماتك الشخصية.
7. ثبّت حلاً أمنياً على هاتفك الذكي
تعمل حلول الأمن السيبراني القوية، مثل Kaspersky Premium، على حماية التطبيقات، ورصد تسريبات البيانات وكلمات المرور، والحماية من عمليات الخداع المتعلقة بالعملات المشفرة الرقمية.
في النهاية، يختتم مولر كلامه قائلاً: «مع إعدادات الخصوصية الصحيحة، بوسعك الاستمتاع بمزايا تطبيقات اللياقة البدنية، وفي نفس الوقت، إبقاء البيانات الشخصية في مأمن من التهديدات السيبرانية المحتملة.»