بصدارة بي واي دي.. قائمة أكبر مصنعي السيارات الكهربائية من حيث المبيعات في 2023

في الصورة الملتقطة يوم 16 يونيو 2023، زوار يتعرفون على سيارات الطاقة الجديدة لشركة "بي واي دي" الصينية الرائدة في تصنيع سيارات الطاقة الجديدة خلال الدورة الـ27 لمعرض السيارات الدولي لمنطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى في مركز شنتشن للمؤتمرات والمعارض في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين. (شينخوا)

تصدرت شركة بي واي دي الصينية قائمة أكبر مصنعي السيارات الكهربائية من حيث المبيعات في 2023 بمبيعات تجاوزت 3015 وحدة , ويليها فى المركز الثاني شركة تسلا بمبيعات بلغت 1811 وحدة.

فولكس فاجن

وفي المركز الثالث جاءت شركة فولكس فاجن بمبيعات 1010 وحدة , بينما جاءت فى المركز الرابع شركة جنرال موتورز بمبيعات 660 وحدة , ويليها شركة ستيلانتيس بمبيعات بلغت 654 وحدة.

جيلي أوتو

وحلت فى المركز السادس شركة جيلي أوتو بمبيعات 599 وحدة , وبعدها شركة بي إم دبليو بمبيعات 563 وحدة ثم شركة هيونداي موتورز بمبيعات 553 وحدة , وبعدها شركة جاج بمبيعات 525 وحدة ثم مرسيدس بمبيعات بلغت نحو 405 وحدة.

أكبر مصنعي السيارات الكهربائية حول العالم وفقًا لمبيعات كل نوع في 2023 (بالألف وحدة/ مقربة)

الشركة

الكهربائية ذات البطارية

الهجينة القابلة للشحن

خلايا الوقود

الإجمالي

بي واي دي

1573

1442

3015

تسلا

1811

1811

فولكس فاجن

758

252

1010

جنرال موتورز

641

19

660

ستيلانتيس

348

306

0.05

654

جيلي أوتو

420

179

599

بي إم دبليو

379

184

0.15

563

هيونداي موتور

419

129

4.9

553

جاك

500

25

525

مرسيدس

244

161

405

وخلال لقاء تلفزيوني في عام 2011، وجهت مذيعة سؤالًا أثار سخرية واسعة من قبل الملياردير “إيلون ماسك”، حينما تساءلت عن قدرة “بي واي دي” الصينية على منافسة صانعة السيارات الكهربائية المملوكة له “تسلا”.

إيلون ماسك

المذيعة سألت “ماسك”: “هل تعتقد أن الشركة الصينية قادرة على منافستك؟” ليقاطعها الملياردير بضحكات هستيرية، لتلتقط أنفاسها وتسأله باستغراب “لمَ تضحك؟”.

الصين

وفي رده الممزوج بنوبات ضحك متقطعة وثقة منقطعة النظير، قال “ماسك”: “هل رأيتِ سيارتهم؟ لا أعتقد أن لديهم سيارات كهربائية جيدة، فمنتجهم غير جذاب، وتقنيتهم سيئة، ويجب أن تركز ’بي واي دي‘ على الصين”.

السيارات الكهربائية

وبعد نحو 12 عامًا من هذا الحديث، وتحديدًا في نهاية الربع الرابع من عام 2023، أصبحت “بي واي دي” أكبر شركة للسيارات الكهربائية في العالم من حيث المبيعات التي بلغت 526 ألف مركبة، مقابل 484 ألفًا لـ “تسلا”.

المنافسة

صحيح أن شركة “ماسك” استردت تاجها مرة أخرى في الربعين التاليين، لكن المنافسة ظلت محتدمة، وذلك حتى مع استبعاد الأنماط الأخرى من مركبات الطاقة الجديدة، والتي تعطي الأفضلية المطلقة لـ “بي واي دي” عند احتسابها.

البطاريات

تشابه نماذج السيارات الكهربائية ذات البطاريات وتلك الكهربائية الهجينة في أن كلتيهما مزودة بمقابس وبطاريات قابلة لإعادة الشحن، لكن النماذج الهجينة تحتوي على محرك احتراق داخلي إضافي يمكن أن يعمل حال انخفاض مستوى البطارية، لذلك تتسبب في انبعاثات أحيانًا.

بافت يفضل بي واي دي

وفقًا لأحدث البيانات المتاحة، باعت “تسلا” 444 ألف سيارة كهربائية في الربع الثاني من العام الجاري، فيما باعت “بي واي دي” نحو 426 ألفًا، وهذا فيما يتعلق بالمركبات الكهربائية ذات البطاريات فقط، ومن المتوقع أن تنهي العام متفوقة على منافستها الأمريكية.

تسلا

الآن، لا يبدو أن “ماسك” يضحك كثيرًا، ففي حين استحوذت “تسلا” على قرابة 20% من السوق العالمي للسيارات الكهربائية ذات البطاريات، فإن “بي واي دي” حازت على أكثر من 17% منه.

الرهان

في حين لا يستثمر الملياردير والمستثمر الملهم “وارن بافت” في “تسلا” (رغم دعوة ماسك المتكررة له)، فإنه اختار الرهان على “بي واي دي” في عام 2008 ليستحوذ على نحو 20% بمرور الوقت، قبل خفض حصته تدريبجيًا منذ عام 2022.

بيع “بافت” لسهم “بي واي دي” جاء بعد ارتفاعه بنحو 20 مِثلًا، ومع ذلك، لا يزال يمتلك قرابة 5% من الشركة، أو ما يعادل 1.55 مليار دولار، ما يجعل الشركة الصينية واحدة من الاختيارات الدولية القليلة في محفظته.

ماسك يتخبط

على النقيض تمامًا من تصريحاته في عام 2011، قال “ماسك” في يناير الماضي، إن شركات صناعة السيارات الصينية “ستسحق منافسيها العالميين” دون حواجز تجارية، قائلًا إنها “الأكثر تنافسية” وستحقق نجاحًا كبيرًا خارج الصين.

حواجز تجارية

أضاف “ماسك” أيضًا أنه إذا لم تفرض الدول حواجز تجارية أمام الشركات الصينية “الجيدة للغاية”، فإنها “ستهدم” الشركات الأخرى حول العالم، ومع ذلك، عاد الملياردير ليعرب عن رفضه فرض الحكومة الأمريكية تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية الصينية.

مبيعات المركبات الصينية

وسط حالة من الهلع الغربي بسبب تسارع نمو مبيعات المركبات الصينية في بلاده، رفعت الولايات المتحدة التعريفة الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية من 25% إلى 100%، فيما أقر الاتحاد الأوروبي رسومًا تصل إلى 38%.

منافسة الصين

في الحقيقة، يبدو نموذج “بي واي دي” مرعبًا لأي شركة أو دولة تحاول منافسة الصين في هذا المجال، حيث نجحت الشركة في التحول سريعًا من صناعة مركبات الاحتراق الداخلي إلى ما يُعرف بـ “مركبات الطاقة الجديدة”.

بداية متواضعة

لم تبدأ قصة نجاح “بي واي دي” في الأعوام القليلة الماضية كما يبدو من الجدول السابق، ولكن المذهل في رحلتها، هو بدايتها المتواضعة والتي بدت بعيدة كل البعد عن تحولها لإحدى أكبر القوى الصناعية في عالم السيارات والتقنيات الحديثة.

التأسيس

تأسست “بي واي دي” كصانعة للبطاريات في عام 1995 على يد “وانج تشوانفو”، وهو أكاديمي سابق ولد عام 1966 في واحدة من أفقر المناطق بالصين وأصبح يتيمًا خلال مراهقته (تولى أخوه وأخته رعايته)، لكنه الآن يمتلك ثروة تقارب 18 مليار دولار.

بطاريات الهواتف

بحلول عام 1997، نجح “وانج” في توسيع ما يمكن وصفها بـ “الورشة الصغيرة” (تأسست بعشرين موظفًا ورأس مال يبلغ 352 ألف دولار) إلى شركة متوسطة الحجم لتصنيع بطاريات الهواتف، بأكثر من 100 مليون يوان (14 مليون دولار) من المبيعات السنوية.

الأزمة المالية الآسيوية

في ذلك العام، قدمت الأزمة المالية الآسيوية فرصة للنمو حيث دفعت أسعار البطاريات المتدهورة العديد من المنافسين إلى الخروج من السوق، فيما واصل “وانج”، وبحلول عام 2003، أصبحت “بي واي دي” أكبر منتج في العالم لبطاريات النيكل والكادميوم.

في ظل تطلعه إلى النمو المستقبلي، استحوذ “وانج” على شركة تصنيع سيارات مملوكة للدولة مقابل 38 مليون دولار في عام 2003، وهو قرار أثار استياء المستثمرين الاستراتيجيين وتسبب في انخفاض السهم بنسبة 21%.

طراز هجين قابل للشحن

في عام 2008، أعلن “بافت” عن استثماره، ما دفع السهم للارتفاع بنسبة 1370% خلال العام التالي، وخلال نفس الفترة، أطلقت الشركة أول طراز هجين قابل للشحن، ومنذ ذلك الحين، ذاع صيتها وحازت دعم الحكومة الصينية.

على سبيل المقارنة، تبلغ القيمة السوقية لشركة “تسلا” الآن، أكثر من 700 مليار دولار، وحققت إيرادات قدرها 96.8 مليار دولار وأرباحًا قدرها 10.1 مليار دولار في عام 2023.

سيارات الأجرة

إلى جانب منافستها لـ “تسلا” عالميًا، تعد “بي واي دي” أكبر منتج للمركبات الكهربائية في الصين، وتصدر سيارات الأجرة والحافلات الكهربائية والمركبات الأخرى إلى بقية العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.

تويوتا

أحد عوامل النجاح هو حقيقة أن الشركة لم تتخل أبدًا عن أعمالها الأولية وهي إنتاج البطاريات، والتي تطورت إلى إنتاج بطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية، ما يعني أنها تمتلك شبكة التسليم الخاصة بها، وأنها أصبحت مزودًا لمنافسيها مثل “تويوتا”.

تشتهر “بي واي دي” بتقديم سيارات بأسعار معقولة، ما ساعدها على جذب مجموعة أوسع من المستهلكين، ويُباع طرازها الأساسي في الصين بأكثر من 10 آلاف دولار بقليل، في حين يبلغ سعر طراز “تسلا موديل 3” (الأرخص) أكثر من 32 ألف دولار.

جنوب شرق آسيا

بعد هيمنتها على سوق السيارات الكهربائية في الصين، تتوسع الشركة الآن بقوة في الخارج، حيث تسيطر الآن على نحو 43% من السوق في منطقة جنوب شرق آسيا، وتخطط لمواصلة التوسع، ليس في فقط في بيع السيارات وإنما أيضًا في إنتاج وتصنيع المواد.

تسريع النمو

يقول “دانييل رويسكا”، كبير الباحثين لدى “بيرنشتاين”، إنه لا يوجد محرك كبير لحجم المبيعات في محفظة “تسلا” الآن، فيما تعمل “بي واي دي” حقًا على تسريع النمو من خلال التوسع في أوروبا والأسواق الأخرى، وبالتالي، هناك الكثير لمتابعته حتى نهاية 2025.