لا يتوقف ضرر التدخين عند الأزمات الصحية، التي قطعا تمثل الخطر الأكبر على المدخنين ومن حولهم، لكن أيضا تمتد أضرار السجائر لتسبب العديد من المشكلات التي تؤرق الحياة اليومية للمدخنين وكافة المحيطين بهم نتيجة ما يعرف بالتدخين السلبي أو “دخان السجائر”.
بعض هذه المشكلات تتعلق بالتصاق الدخان الناتج عن عملية حرق السجائر التقليدية بأنسجة الملابس، والتي قد تسبب مشكلات صحية بالغة، نتيجة ترسب الدخان على أنسجة الملابس ومنها الإصابة بحساسية البشرة والعديد من الأمراض الجلدية التي قد تصل للإصابة بسرطان الجلد، بسبب المواد الكيميائية الضارة التي تترسب على الملابس، وتخترق البشرة فور ارتدائها.
أكد باحثون من جامعة كاليفورنيا أن الدخان السلبي –وهو بقايا دخان التبغ الذي يبقى في الغرفة حتى بعد توقف الشخص عن التدخين- يمكن أن يستقر على الأسطح ويتسرب إلى الأقمشة، مما يجعل إزالته صعبة للغاية، ويجعلها تمثل خطورة بالغة على البشرة.
وأوضح الخبراء أنه عندما تشعل السيجارة، فإن الدخان المنبعث منها، يحتوي على أكثر من 4000 مادة كيمائية بما في ذلك القطران والرصاص والديوكسين، وهو مواد كيميائية مسببة للسرطان وتتميز بوجود بقايا بنية لزجة تلتصق بالأسطح وتغير لونها، بما في ذلك ملابسك وأنسجة المفروشات الخاصة بك.
كما تشير تقارير موقع ScienceDaily إلى أن التدخين السلبي يؤدي إلى تضرر الملابس بسبب التصاق السموم بشكل دائم بها، مما يجعلها في النهاية مصدرًا لتلك المواد السامة والتي تسبب أمراضًا جلدية التهابية أيضًا، مثل التهاب الجلد التماسي والصدفية.
وأوصى الخبراء بضرورة الابتعاد عن دخان السجائر تماما، مؤكدين على أن الإقلاع وعدم الجلوس بجوار المدخنين هو الخيار الأفضل دائما، لكن في حال عدم الرغبة في الإقلاع فهناك منتجات خالية من الدخان أقل خطورة، مثل الايكوس التي تعتمد على تسخين التبغ بدلا من حرقه والتي تحمي ملابسنا وصحتنا العامة من العديد من أضرار السجائر التقليدية.
وأكدت دراسات علمية على أن السبب الرئيسي في الأضرار الناتجة عن التدخين هي المواد السامة الناتجة عن عملية احتراق التبغ، وأن منتجات التدخين البديلة مثل التي تعتمد على التسخين والمضغ تمثل بديلا أقل خطورة بنسبة كبيرة.
وشدد الخبراء على ضرورة غسل الملابس باستخدام بيكربونات الصوديوم حال تعرضها لدخان السجائر، كما يمكن استخدام الخل الأبيض، الذي يمكنه التخلص من الروائح التي يسببها التبغ. بجانب استخدام العطور لتغيير هذه الرائحة الكريهة.