قال سفير تونس لدى الصين عادل العربي خلال مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا إن منتدى التعاون الصيني-العربي يوفر ضمانا آليا مهما للالتقاء والتعاون وتبادل الآراء والتنسيق بين الجانبين العربي والصيني، وتقدم التبادلات الثقافية والشعبية أساسا متينا لتعميق التعاون الثنائي في كافة المجالات مستقبلا.
وقال العربي إننا نمرّ بمرحلة إيجابية جدا توفر فرصا جديدة لتطوير العلاقات بين الصين والدول العربية في مشاريع ملموسة وإرساء شراكات على كافة المستويات، الاقتصادي والثقافي والسياحي، مضيفا أن هذه الفرص يجب أن تستفيد منها الصين والدول العربية لبلورة التعاون في مصلحة شعبي الجانبين.
وأعرب العربي عن تقديره لآلية المنتدى، قائلا إنها آلية هامة للالتقاء والتعاون وتبادل الآراء والتنسيق في مختلف القضايا الوطنية العربية وكذلك القضايا الإقليمية والدولية، وتجعلنا نحاول إيجاد حلول مشتركة لها.
وفي معرض حديثه عن القضية الفلسطينية، قال العربي إنها قضية جوهرية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، وقام الجانب الصيني بالعديد من المبادرات في صالح حل القضية الفلسطينية، كما أن جهود الصين لم تتوقف منذ اندلاع الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، للتقريب بين وجهات النظر لمحاولة وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
أشار العربي إلى أهمية التبادل الثقافي والشعبي، ووصفه بأنه “بوابة لكل التبادلات الأخرى”، قائلا إن اللغة الصينية تلقى إقبالا متزايدا في السنوات الأخيرة في الدول العربية، كما أن تبادل الأفراد بين الجانبين العربي والصيني يتكثف يوما بعد الآخر، والتواصل والتفاهم بين الشعبين يتعمقان بشكل مستمر خاصة بين جيل الشباب، والتفاعل الإيجابي بين الشباب يضمن مستقبلا أكثر إشراقا للعلاقات العربية- الصينية.
وتصادف السنة الجارية الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس. وقال العربي إن صداقة تونس مع الصين قديمة جدا، فهي ليست وليدة أمس أو وليدة المرحلة، حيث ساعدت الصين تونس في كثير من المجالات في عملها التنموي، ونفذت العديد من المشاريع في تونس، منها على سبيل الذكر المستشفى الجامعي بصفاقس، والأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس التي دشنت في شهر يناير الماضي، معربا عن استعداد بلاده للارتقاء بهذا التعاون إلى مجالات جديدة واعدة، مثل مجالات أمن الطاقة والأمن الغذائي والتعاون في البحث والتكنولوجيا والتعاون الجامعي.
وثمّن العربي مبادرة “الحزام والطريق” قائلا: “ننخرط في مبادئها مثل مبادئ التعاون والتضامن والعدل وتقاسم ثمار التعاون بين شعبي البلدين، ونتمنى أن نجد فرصا للاستفادة من الآليات التي تطرحها المبادرة والاستثمار فيها”.
ونوّه العربي بأن تونس تعطي أهمية كبيرة لسوق السياحة الصينية، لذلك بداية من أواخر سنة 2023 أعفت السياح الصينيين من تأشيرة الدخول إليها، متابعا “نعمل على تطوير المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة الصينية في المواقع السياحية، حتى يجد السائح الصيني الدليل الذي يتحدث لغته ويعرف ثقافته، ليفهم أكثر كيف نتشابه رغم البعد الجغرافي بين تونس والصين”.
ومنذ توليه منصب سفير تونس لدى الصين، زار العربي العديد من الأماكن في الصين. وبالحديث عن هذه التجربة، ذكر العربي: “خلال سفري، اكتشفت أن الشعب الصيني شعب مبتسم ومنفتح على الآخر، شعب مثقف ويحب العمل”. كما قال إن الإنجازات التنموية التي حققتها الصين في فترة قصيرة نسبيا تستحق التعلم، فيمكن للدول النامية أن تستفيد من الخبرات والممارسات الصينية في الحوكمة وتحقيق التنمية.