شاركت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في الاجتماع التشاوري للمجتمع المدني الذي استضافه بنك الطعام المصري تحت عنوان “استراتيجيات قابلة للتنفيذ من أجل نظم زراعية وغذائية مستدامة في الشرق الادني وشمال افريقيا”، والذي أقيم لمدة يومين بالتعاون مع اتحاد مزارعي المغرب العربي وشمال أفريقيا UMNAGRI والجمعية الزراعية العمانية والجمعية العربية لوقاية النباتات.
وذلك على هامش الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة، بمشاركة مختلف المنظمات غير الحكومية في المنطقة، التي تستضيف المناقشات كل عامين.
وتعد هذه هي المرة الأولي لبنك الطعام المصري الذي يتولى فيها استضافة وتنظيم الاجتماع، انطلاقا من دوره فى مجال الأمن الغذائي وتعزيز نظم الأغذية الزراعية المستدامة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا (NENA) .
وذلك بحضور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO) وممثلها الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، ومحسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري؛ وإبراهيم الجبوري، رئيس الجمعية العربية لوقاية النبات، ورزان زعيتر، رئيس المجموعة العربية لحماية الطبيعة، ورجا مشرقي؛ المنسق المسؤول عن التعاون الدولي وشراكة UMNAGRI، بالاضافة إلى 4 منسقين وهم علياء أحمد، رئيس قطاع مختبر الأبحاث ببنك الطعام المصري، كاريمان شعير، رئيس قسم الأبحاث في مركز جون د. جيرهارت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ، سارة ويليم، مدير السياسات الموقرة في معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، ا، ومحمد القرماني، استاذ مساعد السياسات العامة غير المتفرغ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ورئيس قطاع السياسات العامة بمركز سينرجيز للدرسات الدولية والاستراتيجية
قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو وممثلها الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا: “إن المجتمع المدني شريك رئيسي في الجهود الرامية إلى القضاء على الجوع لأكثر من 800 مليون شخص والاستجابة للتحديات المختلفة التي يواجها عالمنا اليوم، وبشكل أكثر تحديداً في إقليمنا”.. وأضاف “أحد الأهداف الرئيسية لمشاورات منظمات المجتمع المدني هو جمع مساهماتهم وإشراكهم في المناقشات التي تجري خلال الدورة الـ37 لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى.
وتثني الفاو على الدور المحوري الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في مكافحة الجوع، وذلك بفضل خبرتها العملية الميدانية، وارتباطها الوثيق بالفئات الأكثر فقراً وتمثيلهم.”
من جانبه، قال محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري تعليقاً على الحدث “نعمل على تعزيز المجتمعات التعاونية من خلال تسهيل تبادل المعرفة بين مختلف أصحاب المصلحة وهو الأمر الذي يندرج ضمن ركيزة الارتقاء لدي بنك الطعام المصري، كما أن هذا الحدث يدل على مجهودات بنك الطعام المصري الحثيثة
تابع: وفي هذا الصدد، ونحن نفخر بمشاركتنا لأنها تؤكد التزامنا التنظيمي والثقة التي تضعها فينا منظمة الفاو.”..
وأضاف: “نساهم من خلال استضافة هذا الاجتماع الذي أستمر على مدار يومين في رفع مستوى المعرفة والتعاون خاصة أنه يأتي بعد احتفالنا الأخير الجمعيات الشريكة كجزء من المرحلة الثانية لإضافة والتعاقد مع الجمعيات التي نتعاون معها، والتي نستطيع من خلالها أن نلعب دورًا حاسمًا في مختلف المحافظات في جميع أنحاء مصر، كما يعد هذا الملتقي فرصة فريدة لأصوات المجتمع المدني المتنوعة للمساهمة بوجهات نظرهم وخبراتهم الفريدة في تشكيل أنظمة الأغذية الزراعية المستدامة والمرنة والشاملة في المنطقة”.
يتمحور الهدف الأساسي لهذا الاجتماع التشاوري حول تسخير الدور المؤثر للمجتمع المدني في تحفيز تحويل النظم الغذائية الزراعية ويتضمن ذلك ترجمة الأفكار البناءة إلى إجراءات عملية وقابلة للتنفيذ يمكنها إحداث تغيير إيجابي، كما يهدف الاجتماع إلى تمكين المجتمع المدني في المنطقة من خلال توفير منصة استراتيجية للمناقشات، ومساهمة المشاركين بشكل فعال في وضع الإطار الاستراتيجي لمنظمة الفاو ومجالات الأولوية البرامجية، والتعمق في الجوانب التقنية، وإعداد مساهمات قيمة في جدول الأعمال المحدد لمؤتمر المنظمة الإقليمي السابع والثلاثين للشرق الأدنى (NERC37)، وستتم مناقشة هذه النتائج بشكل أكبر خلال الاجتماع المقرر عقده في الأردن في شهر مارس، لتحديد مسار الإجراءات والمبادرات القادمة.
ركز المؤتمر على ضرورة الاستفادة من الدور الحيوي للمجتمع المدني في التحول المستمر لأنظمة الأغذية الزراعية، وأهمية ترجمة الرؤى والأفكار المبتكرة إلى إجراءات ملموسة يمكن أن تحقق نتائج مفيدة، خاصة أن الاجتماع، يوفر منصة لأصوات المجتمع المدني المتنوعة، التي تسعى لتعزيز بيئة شاملة من وجهات النظر والخبرات الفريدة في تشكيل أنظمة غذائية زراعية مستدامة ومرنة وشاملة في المنطقة.
على مدار يومين، ناقش الاجتماع أيضا كيفية معالجة التحديات وإتاحة الفرص، لتعزيز الإنتاجية والدخل، وتمكين الشباب والمرأة، بهدف سد الفجوة بين الريف والحضر، بالإضافة إلى أهمية الأمن الغذائي وتوفير النظم الغذائية الصحية للجميع، وضمان سلامة الأغذية والجودة، والسعي لإيجاد سبل جديدة لمعالجة ندرة المياه، وضمان الاستدامة البيئية، واتخاذ إجراءات حاسمة ضد تغير المناخ، وكيفية مواجهة الصدمات المتعددة، والأزمات الممتدة والكوارث، بالتركيز على تعزيز تدابير الحماية الاجتماعية، وتنفيذ استراتيجيات قوية لإدارة المخاطر، والدعوة إلى الممارسات الزراعية المستدامة.
تضمنت النتائج مجموعة من القرارات المؤثرة، تشتمل على استراتيجيات وخرائط طريق مفصلة لكل موضوع تم طرحه، وإجراءات فورية تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في أنظمة الأغذية الزراعية الإقليمية بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع جمعيات المجتمع المدني، لإنشاء جبهة مشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية للأغذية الزراعية من خلال تعزيز التعاون الإقليمي بين منظمات المجتمع المدني في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.