أصدرت مؤخراً مؤسسة OMDIA، العاملة في مجال البيانات والأبحاث والدراسات لدعم مزودي الخدمات والحلول التكنولوجية، أحدث تقاريرها حول شبكات النطاق العريض، والتي انتشر استخدامها بصورة كبيرة مؤخراً لما لها من فوائد اقتصادية واجتماعية، حيث تعد من أبرز العوامل الاستراتيجية لتنمية الدول في العالم.
كشف التقرير عن توقعات خاصة تساعد صناع القرار على اتخاذ القرارات المناسبة والتخطيط المستقبلي للأعمال، حيث تضمن مجموعة من التوصيات والاقتراحات المهمة لتطوير شبكات النطاق العريض في مصر، أهمها ضرورة العمل على تقليص الفجوة الرقمية والتأكد من وصول خدمات النطاق العريض لجميع المواطنين.
إضافة إلى إعادة النظر في زيادة المشاركة في المرافق المتنقلة والثابتة للتغلب على العقبات المالية، فضلاً عن زيادة الاستثمار في شبكات النطاق العريض للتمكن من الاستمرار في تقديم خدمات جيدة خاصة بعد التعافي من الجائحة العالمية.
وأكد التقرير أنه يجب أن تواصل مصر الاستثمار في تطوير المهارات الرقمية لضمان تقديم مستوى عالي من الخدمات للعملاء.
أشار التقرير إلى أن الحكومة المصرية تعمل على تطوير البنية التحتية للنطاق العريض في مصر في محاولة لدعم التحول الرقمي في البلاد، وذلك بالتعاون مع المصرية للاتصالات (TE)، التي تمتلك فيها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حصة 80٪، لتحديث شبكة الوصول منذ عام 2014.
ووفقًا لبيان صادر عن الشركة المصرية للاتصالات، استثمرت الشركة 12.7 مليار جنيه (790.3 مليون دولار ) في عام 2019 كتحول جديد في عروض النطاق العريض الثابت بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتطوير قدرات شبكتها وتحسين جودة خدمات الإنترنت في مصر.
كما أن النمو في شبكات النطاق العريض في مصر من حيث البنية التحتية والمبادرات الرقمية والخدمات يرجع إلى جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والمشغلين.
نمو خدمات النطاق العريض الثابت 35٪ الربع الأول 2020
شهدت مصر نمواً في خدمات النطاق العريض الثابت من 25٪ في عام 2017 إلى أكثر من 35٪ في الربع الأول من عام 2020، ولا يزال هناك المزيد من إمكانات النمو للنطاق العريض الثابت عالي السرعة للتقنية المناسبة بالسعر المناسب في السوق.
وقال ماثيو ريد محلل بمؤسسة OMDIA: “أصبحت تقارير النطاق العريض ذات أهمية كبرى سواء للشركات العاملة في مجال التكنولوجيا أو الحكومات الذكية، خاصة بعد الانتشار والتوسع الكبير في استخدامات تكنولوجيا الاتصالات”.
أوضح أن جائحة كورونا العالمية أدت إلى زيادة استخدامات شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي بعدما صارت جميع الخدمات وعلى رأسها التعليم، والخدمات العامة والصحية وغيرها عن ْبعد، مما أدى إلى وجود نمط حياه متغير عما قبل الجائحة أدى إلى تسريع وتيرة النمو في الاشتراك في خدمات النطاق العريض الثابت في مصر.
وأضاف ريد: “ادي انتشار جائحة كورونا إلى زيادة الاشتراكات في خدمات الـ XDSL بما يعادل 6.1% بمعدل ربع سنوي، وبما يعادل 16.1% سنوياً ليصل عدد المشتركين 7.99 مليون بنهاية 2020 مقارنة بـ 6.88 مليون في 2019.
وشهدت اشتراكات النطاق العريض للهواتف المحمولة نموًا من 36.89 مليون في الربع الثاني من عام 2019 إلى 41.79 مليون في الربع الثاني من عام 2020 بنمو 2.7٪ على أساس ربع سنوي و13.3٪ سنويًا.
كما يعد نمو الاشتراك في النطاق العريض الثابت في مصر الأعلى من نوعه في افريقيا ولكنه يعد منخفضاً مقارنة بدول الخليج، كما إنه يسلط الضوء على حاجة العملاء في مصر إلى توافر اتصال موثوق وعالي السرعة.
أوضح أن نمو خدمات النطاق العريض عامل هام في توفير نظاماً لنمو الخدمات الرقمية بما في ذلك أدوات التواصل عبر الانترنت، والتجارة الالكترونية، والخدمات المالية الرقمية، والحكومة الالكترونية، والتي تشكل أساس الاقتصاد الرقمي.
كما أكد ريد أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ستساهم بشكل متزايد في تنمية الناتج المحلى الإجمالي للبلاد.
أشار إلى أن تقارير النطاق العريض من OMDIA تتوقع أنه على الرغم من أن الحصة السوقية لـ XDSL ستنخفض خلال السنوات القليلة القادمة، ولكن ستظل XDSL أكبر تقنية للنطاق العريض الثابت في المنطقة، مستحوذة على 39.7% من اشتراكات النطاق العريض الثابت في عام 2025.