خلال السنوات العشر الماضية منذ أن اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق، ساهمت الحكمة والبصيرة، اللتان تكمنان في روح المبادرة، بشكل كبير في التنمية السلمية والرخاء المشترك للعالم.
ومنذ إطلاقها، تطورت مبادرة الحزام والطريق من مجرد أفكار إلى إجراءات، ومن رؤية إلى واقع، ومن إطار عام إلى مشاريع ملموسة. وقد رحب بها المجتمع الدولي باعتبارها منفعة عامة ومنصة للتعاون.
ووفقا للكتاب الأبيض المعنون “مبادرة الحزام والطريق: ركيزة رئيسية لمجتمع المستقبل المشترك للبشرية” الذي صدر مؤخرا، فإنه حتى يونيو الماضي، وقعت الصين أكثر من 230 اتفاقية تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مع أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية عبر خمس قارات، ما أثمر عن عدد كبير من المشاريع المميزة والمشاريع صغيرة الحجم والمؤثرة.
وعلى مدى العقد الماضي، حقق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مكاسب حقيقية للدول المشاركة. وقد ساعدت المبادرة على حل التحديات التنموية العالمية، ودعم السلام العالمي، وتحسين نظام الحوكمة العالمية.
لقد أصبحت مبادرة الحزام والطريق حافزا للتنمية السلمية. وفي مواجهة التحديات الهائلة في المجتمع الدولي، تعمل الصين على تسهيل السلام والتنمية العالميين في إطار مبادرة الحزام والطريق، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو ممارسة الألعاب الجيوسياسية.
تظهر هذه الصورة الملتقطة جوا في 9 مايو 2023 ميناء في ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين. وفي عام 2013، اقترحت الصين فكرة بناء “حزام اقتصادي على طول طريق الحرير” في قازاقستان، والذي أصبح إلى جانب اقتراح طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، ما يعرف في النهاية بمبادرة الحزام والطريق. (شينخوا)
ومن خلال الاتصال حول السياسات وربط البنية التحتية والتجارة دون عوائق والتكامل المالي والتبادلات الشعبية، عززت المبادرة الجهود المشتركة للدول لحماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة. وقد أصبحت وسيلة عادلة لدعم التنمية السلمية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة.
ففي العراق الذي مزقته الحرب، تعد إعادة بناء المنازل وتعزيز الاقتصاد من أهم الأولويات. وفي عام 2015، وقعت الصين والعراق وثيقة تعاون بشأن التعزيز المشترك للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق. وفي السنوات الأخيرة، تم تنفيذ عدد كبير من المشاريع بنجاح، بينها محطة كهرباء ضخمة في محافظة واسط ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في محافظة بابل، من خلال الشركات الصينية.
وقد عززت هذه المشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، وأدى تحسين حياة الناس إلى القضاء بشكل أساسي على الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، ما أفضى إلى تعزيز الوضع الأمني الذي تحسن في السنوات الأخيرة.
وقال عبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد الإماراتية لشؤون التجارة الخارجية، إن مبادرة الحزام والطريق أتاحت فرصا للسلام والاستقرار الإقليميين وخلقت نموذجا لتحقيق التنمية المشتركة.
وقد أدى تعميق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق إلى تعزيز القوة الدافعة للتنمية العالمية ووضع أساس أكثر صلابة لجميع البلدان لتحقيق الرخاء المشترك.
واستضافت الصين منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي مرتين، لتوفر منصة مهمة للدول المشاركة والمنظمات الدولية لتوسيع التبادلات وزيادة الثقة المتبادلة وتعزيز العلاقات.
كما تغلب التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق على الصعوبات التي تواجه ربط البنية التحتية وحقق تقدما واختراقات جديدة في التجارة والاستثمار الدوليين، فضلا عن التعاون الصناعي والمالي.
وبنهاية يونيو الماضي، وقعت الصين اتفاقيات بشأن التعاون في مجال القدرات الصناعية مع أكثر من 40 دولة. وقامت هذه الدول بتوسيع التعاون في الصناعات التقليدية، واستكشاف التعاون في الصناعات الناشئة.
تظهر الصورة الملتقطة جوا في 6 فبراير 2020 جسر بارابيتي في سانتا كروز، بوليفيا. ويعد جسر بارابيتي أحد أطول أربعة جسور في مشروع طريق إل إسبينو-شاراغوا-بويويبي السريع، وهو مشروع رائد في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين. (شينخوا)
وفي الوقت نفسه، وقعت الصين 21 اتفاقية تجارة حرة مع 28 دولة ومنطقة، وأنشأ إجمالي 13 بنكا بتمويل صيني 145 مكتبا وفرعا من الدرجة الأولى في 50 دولة شريكة في مبادرة الحزام والطريق.
وفي عملية التعاون في مبادرة الحزام والطريق، أرسلت الصين أكثر من ألفي خبير وفني زراعي إلى أكثر من 70 دولة ومنطقة، للمساعدة في الحد من الفقر الريفي في آسيا وأفريقيا وجنوب الباسيفيك وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من خلال تطوير الزراعة الحديثة وزيادة الدخل الزراعي.
وتهدف الصين أيضا إلى تحقيق الرخاء المشترك من خلال مساعدة الدول المشاركة في بناء مجمعات صناعية وتقديم التوجيه للشركات الصينية لخلق فرص عمل للسكان المحليين من خلال التعاون الصناعي رفيع المستوى.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أنه بحلول عام 2030 يمكن للاستثمارات المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق أن تنتشل 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل.
وباعتبارها ركيزة أساسية لبناء مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك، حققت مبادرة الحزام والطريق فوائد ملموسة وألهمت الأمل في جميع أنحاء العالم، وستواصل تمهيد الطريق للتنمية السلمية والرخاء المشترك للعالم