وضع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم (الثلاثاء) حجر الأساس لمشروع توسعة حقل الشمال الذي سيرفع الطاقة الإنتاجية للبلاد من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا حاليا إلى 126 مليون طن سنويا بحلول العام 2026.
وقال أمير قطر في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع ((إكس)) “وضعنا اليوم حجر الأساس لمشروع توسعة حقل الشمال الذي يندرج ضمن استراتيجيتنا نحو تعزيز مكانة قطر كمنتج عالمي للغاز الطبيعي المسال”.
وأضاف أن ذلك يعزز دورها الرائد في تلبية الحاجة للطاقة في السوق العالمي.
من جانبها، قالت شركة قطر للطاقة في بيان إن الأمير وضع حجر الأساس خلال حفل خاص أقيم في مدينة راس لفان الصناعية، 80 كيلو مترا شمالي الدوحة، بحضور وزير الدولة لشؤون الطاقة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لقطر للطاقة سعد بن شريدة الكعبي والرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين من الشركاء في مشروع التوسعة.
وأضاف البيان أن المشروع يشتمل على ستة خطوط إنتاج عملاقة تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منها 8 ملايين طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال، أربعة منها في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي واثنين في مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي.
وأشار إلى أن هذه التوسعة الكبيرة ستساهم بإضافة 48 مليون طن سنويا إلى إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية.
ونقل البيان عن الكعبي قوله خلال الحفل إن هذه التوسعة تمثل قفزة نحو ريادة قطر في مجال الطاقة، مضيفا أنه على الصعيد المحلي، سيكون لهذا المشروع تأثيرات قريبة وبعيدة المدى تنعكس على جميع قطاعات الاقتصاد القطري وسيعزز إيرادات الدولة بشكل كبير.
وذكر الكعبي أن هذه الإضافة تأتي في فترة حاسمة، حيث يحتل الغاز الطبيعي موقعا محوريا في مزيج الطاقة في عالم يعاني من التقلبات الجيوسياسية ويحتاج بشدة إلى مصادر للطاقة النظيفة تتماشى مع الأهداف البيئية العالمية.
وأكد أنه بلا شك فإن هذه الكميات الإضافية من الغاز الطبيعي تحتل أهمية بالغة كونها ستلعب دورا بارزا في تعزيز أمن الطاقة وفي دعم انتقال عملي وواقعي إلى طاقة منخفضة الكربون وضمان الوصول العادل إلى طاقة أنظف من أجل نمو مستدام ومستقبل أفضل للجميع، على حد قوله.
وبحسب البيان، يشارك قطر للطاقة في هذا المشروع كل من شركات ((توتال إنيرجيز)) و((شل)) و((كونوكو فيليبس)) و((إكسون موبيل)) و((إيني)) والشركة الصينية للبتروكيماويات ((سينوبك)) ومؤسسة البترول الوطنية الصينية ((سي إن بي سي)).
ولفت إلى أن مساهمات هذه الشركات ستلعب دورا محوريا في ضمان نجاح المشروع وتحقيق أهدافه الرامية إلى إنتاج غاز طبيعي مسال هو الأفضل من حيث الأمان والموثوقية والبصمة الكربونية على مستوى العالم.
وسينتج المشروع، بالإضافة إلى الغاز الطبيعي المسال، 6500 طن يوميا من غاز الإيثان يتم استخدامها كمادة أولية في الصناعات البتروكيماوية المحلية.
كما سينتج ما يقارب 200 ألف برميل يوميا من غاز البترول المسال (البروبان والبيوتان)، وحوالي 450 ألف برميل يوميا من المكثفات، إلى جانب كميات كبيرة من غاز الهيليوم والكبريت النقي، طبقا للمصدر نفسه.
ويعد حقل الشمال، الواقع في شمال البلاد، أكبر حقل غاز بالعالم حيث يضم 50.97 تريليون متر مكعب من الغاز، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 9700 كيلو متر مربع، منها 6000 في مياه قطر الإقليمية، بحسب الإعلام الرسمي.
وتبلغ تكلفة توسعة الحقل نحو 28.75 مليار دولار، وتنقسم إلى مرحلتين، الأولى توسعة القطاع الشرقي، حقل الشمال الشرقي، والتي سترفع الإنتاج من 77 مليون طن سنويا حاليا إلى نحو 110 ملايين طن، والثانية توسعة القطاع الجنوبي والتي سترفع الإنتاج إلى 126 مليون طن سنويا في العام 2026.