فرضت الصين حظرًا فوريًا على واردات المأكولات البحرية اليابانية، بعد أن بدأت طوكيو في إطلاق مياه الصرف الصحي المعالجة من محطة فوكوشيما النووية إلى المحيط الهادئ.
وفي حين يشير المسؤولون والخبراء إلى أمان الإجراء وضرورته لوقف تشغيل المنشأة المحطمة، فإن الخطوة الصينية زادت من الاضطراب في المجتمع.
اعتراض دولي
أعلن مكتب الجمارك الصيني الحظر يوم الخميس، بعد أن حذر من أنه سيتخذ خطوات لحماية جودة الأغذية التي تدخل البلاد في وقت سابق من هذا الأسبوع.
يعد الحظر بمثابة ضربة قوية للصناعة اليابانية، فالصين هي أكبر سوق تصدير لها، ويضاف إلى الحظر السابق المفروض من ماكاو وهونغ كونغ، وهما أيضًا سوقان رئيسيتان لصيادي الأسماك اليابانيين.
ووصفت وزارة الخارجية الصينية في بيان تصريف المياه بأنه أمر “أناني للغاية وغير مسؤول”، واتهمت طوكيو بالفشل في إثبات سلامة هذا الإجراء وضرورته.
من جانبها تقول الحكومة اليابانية إن خططها لتصريف أكثر من مليون طن متري من المياه المشعة المعالجة في البحر آمنة وتتوافق مع المعايير الدولية.
وهو ما يدعمه إجماع واسع من العلماء والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، التي وافقت على الخطط في يوليو.
أثار القرار المثير للجدل أيضًا اضطرابات مدنية في اليابان وكوريا الجنوبية المجاورة، حيث يعد تصريف المياه موضوعًا مثيرًا للتعصب، لكن الحكومة أصرت على أنه آمن وضروري.
وتجمع نحو 50 شخصًا للاحتجاج خارج السفارة اليابانية في عاصمة كوريا الجنوبية سيول، وفقًا لرويترز، وقُبض على 16 شخصًا بتهمة التعدي على ممتلكات الغير واتهموا بمحاولة اقتحام المجمع.
تصريف المياه النووية
أصدر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا تعليماته إلى مشغل المحطة المحطمة، شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو)، بالاستعداد لتصريف المياه المعالجة في المحيط الهادئ بداية من الخميس إذا سمحت الظروف بذلك.
بدأ التفريغ الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، بحسب بي بي سي، إذ يتم ضخ المياه عبر نفق تحت الماء إلى المحيط.
وقد وافقت الحكومة اليابانية على خطط الإطلاق قبل عامين، لكنها أثارت انقسامًا شديدًا في الداخل والخارج، وكذلك بين المجموعات البيئية.
وكانت المحطة موقعًا لواحدة من أسوأ الحوادث النووية منذ حادث تشيرنوبيل في الاتحاد السوفياتي السابق بعد وقوع زلزال قوي هو أقوى زلزال تم تسجيله في البلاد قبالة سواحل اليابان وتسبب في حدوث تسونامي كبير اجتاح المحطة.
وقال المسؤولون إن عملية التصريف ضرورية لأن مساحة تخزين مياه الصرف الصحي الملوثة المستخدمة لتبريد رفات المبنى تنفد بسرعة.