توقع صندوق النقد الدولي ومعاهد اقتصادية بحثية تراجع نمو الاقتصاد في ألمانيا بين 0.2% إلى 0.4% في 2023، على عكس توقعات الحكومة الألمانية.
كان المستشار الألماني، أولاف شولتس، أعلن في وقت سابق، عن تحول صناعي تقوده بلاده بأقصى سرعة عندما زار مصنعًا لأشباه الموصلات للسيارات الكهربائية، غير أن رؤساء الشركات والخبراء يحذرون من الأوقات الصعبة التي تنتظر أكبر اقتصاد في أوروبا.
انكمش الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا بنسبة 0.3% في الربع الأول من العام الجاري.
تأتي تلك النتائج بعد تراجع بنسبة 0.5% في الربع الأخير من عام 2022، ليعتبر الاقتصاد في حالة ركود عقب انكماش لربعين متتاليين.
تأثير التضخم
يؤثر التضخم وارتفاع معدلات الفائدة وتباطؤ الانتعاش في الصين وأسعار الطاقة في النشاط.
حذر رئيس اتحاد قطاع الصناعات الألماني، سيغفريد روسورم، خلال الأسبوع الماضي: “نرى أن البلاد في الوقت الراهن تواجه جبلًا من التحديات المتزايدة”.
وقال روسورم، في المؤتمر السنوي للاتحاد الذي يجمع النخبة السياسية والاقتصادية في ألمانيا: “المزيد من الشركات، حتى الصغيرة والمتوسطة، تفكر في نقل جزء من استثماراتها إلى خارج ألمانيا”.
تنتظر ألمانيا سنوات من النمو البطيء وزيادات سنوية في الناتج المحلي الإجمالي تقل عن 1%، بحسب توقعات المعاهد الاقتصادية الرئيسية في البلاد.
يرى مدير معهد DIW للأبحاث الاقتصادية، مارسيل فراتزشر، “سيكون النمو أقل بكثير خلال هذا العقد مما كان عليه في 2010، المرتبط بازدهار البلاد”، بحسب رويترز.
عقبات اقتصادية
تعاني ألمانيا من صعوبات فيما يتعلق بمشروع تحويل الطاقة، بالإضافة إلى أمور أخرى تعيق الأداء الاقتصادي، منها بطء الإجراءات البيروقراطية وتأخيرات في التحديث الرقمي، وقبل كل شيء الشيخوخة الديموغرافية التي تؤدي إلى نقص العمالة التي تعاني منها الشركات بالفعل.
نموذج اقتصاد ألمانيا يعتمد بشكل كبير على النشاط الصناعي الذي يمثل أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي، ستعاني البلاد أيضًا من أسعار الطاقة المحكومة بالارتفاع بشكل دائم، حتى لو هدأت بعد أن بلغت مستويات قياسية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، لا سيما أن روسيا كانت المورد الرئيسي للغاز في البلاد التي كانت تستورده بأسعار معقولة.
أكدت رئيسة اتحاد شركات النسيج الألمانية، إنغبورغ نيومان، خلال مؤتمر الصناعة، أنه نظرًا إلى “تكلفة الطاقة ونقص اليد العاملة الماهرة والبيروقراطية: بالنسبة لنا، الإنتاج في ألمانيا لم يعد جذابًا”.