توقعت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية (الفاو)، تقلص الواردات الغذائية للبلدان الفقيرة، رغم زيادة الإنتاج العالمي من الذرة أو الحليب أو اللحوم في عام 2023، بسبب استمرار ارتفاع الأسعار.
الواردات الغذائية
أشارت الفاو في تقريرها نصف السنوي الصادر عن قسم الأسواق والتجارة في منظمة الأغذية والزراعة، اليوم الخميس، إلى إنه رغم استمرار البلدان ذات الدخل المرتفع زيادة واردتها، من المتوقع أن تنخفض فاتورة 47 دولة من الأقل نمو التي تقع بشكل رئيسي في إفريقيا، بنسبة 1.5% هذا العام.
ومن المحتمل أن يتراجع إلى ما يقرب من 4.9% في البلدان النامية التي تعد مستوردة صافية للمنتجات الغذائية مثل تونس أو مصر أو باكستان وتركيا، في خطوة وصفتها المنظمة بأنها “تطور مثير للقلق” ويوحي بتراجع في قدرتها الشرائية.
على الصعيد العالمي، يُتوقع أن يصل الإنفاق على الواردات الغذائية إلى مستوى مرتفع جديد في عام 2023، على الرغم من أنه قد “ينمو بوتيرة أبطأ بكثير من العام الماضي”.
ارتفاع الأسعار
أكدت الفاو، “أن ما يعزز هذه المخاوف هو أن انخفاض الأسعار الدولية لعدد من المواد الغذائية الأساسية لم يُترجم، أو على الأقل ليس بالكامل، إلى انخفاض في الأسعار على مستوى التجزئة المحلي”.
بعد قفزة بنسبة 18% عام 2021 ثم 11% عام 2022، سترتفع الفاتورة بنسبة 1.5% لتصل إلى 1980 مليار دولار.
وعلى الرغم من تراجع أسعار الزيوت أو الحبوب بعد بلوغها الذروة في مارس/ آذار 2022 بعد حرب روسيا وأوكرانيا، فإنها ما زالت إلى اليوم في مستويات عالية. وتواصل منتجات الفاكهة والخضار ومنتجات الألبان الارتفاع “مما يؤدي إلى إبطاء الطلب”، بالأخص في البلدان الأفقر.
أشار التقرير إلى إنه رغم انخفاض قيمة الدولار خلال أزمة الغذاء العالمية 2007-2008 ساعد مستوردي الغذاء على تعويض الزيادة في أسعار المواد الغذائية، فإن ارتفاع الدولار في الفترة الراهنة قد ضاعف الازمة. على سبيل المثال، انخفضت أسعار الذرة العالمية بنسبة 10.25 بين أبريل 2022 وسبتمبر 2022، ولكن بنسبة 4.8% فقط في المتوسط عند حسابها بالعملات المحلية الحقيقية للبلدان النامية المستوردة للأغذية.
قال كبير الاقتصاديين في الفاو المأمون عمروك، ” إن هذا يؤكد أهمية التدخلات المصممة لمكافحة التضخم. وحذر من أن “ارتفاع أسعار المواد الغذائية يمكن أن يؤدي بخلاف ذلك إلى اضطرابات اجتماعية وزيادة التحديات المالية وتقويض جهود مكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي والقضاء على أي تقدم تم إحرازه حتى الآن”.
توقعات الإنتاج
في الوقت نفسه، يتوقع أن يكون أكثر وفرة في عامي 2023 و2024 إنتاج الأرز والحبوب الخشنة (الذرة والذرة الرفيعة) والبذور الزيتية والسكر والحليب أو اللحوم، باستثناء لحم البقر.
ويُتوقع أن يزداد إنتاج الحبوب الخشنة بنسبة 3% ليصل إلى 1513 مليون طن “وهو رقم قياسي جديد” بفضل وفرة المحصول في البرازيل.
من ناحية أخرى، يتوقع تراجع إنتاج القمح بنسبة 3% بعد رقم قياسي سُجل في الموسم السابق (777 مليون طن) بسبب انخفاض الإنتاج في روسيا وأستراليا.
أوضحت الفاو إنه “على الرغم من هذه النظرة الإيجابية بشكل عام، فإن أنظمة إنتاج الأغذية الزراعية العالمية ما زالت عرضة للصدمات” المناخية أو الجيوسياسية أو الاقتصادية.