شينخوا: قهوة “أرابيكا” المنتجة في الصين تبشر بفرص جديدة

في الصورة الملتقطة يوم 16 نوفمبر 2022، رجل يجفف ثمار القهوة في مزرعة في مدينة بوأر بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين.

أصبحت مدينة بوأر في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، وهي مدينة مشهورة بإنتاج الشاي العالي الجودة تقليديا، أصبحت أكبر منطقة لإنتاج قهوة “أرابيكا” عالية الجودة في الصين.

وبفضل النكهة الحمضية نسبيا كالفاكهة، فيتم توفير قهوة “أرابيكا” المنتجة في يوننان الصينية، والتي تحظى باستحسان عالمي، إلى العديد من العلامات التجارية الدولية مثل “نستله” و”ستارباكس” وغيرهما. كما تم إدراج القهوة المنتجة في مديتني بوأر وباوشان بمقاطعة يوننان ضمن الدفعة الأولى من قائمة اتفاقية الصين والاتحاد الأوروبي بشأن المؤشرات الجغرافية.

وعلى الرغم من أن تاريخ زراعة القهوة الصناعية في المقاطعة يعود لحوالي 30 عاما فقط، إلا أن قهوة “أرابيكا” في يوننان أبشرت بجولة جديدة من الفرص في السوق خلال السنوات الأخيرة نظرًا للعديد من العوامل المختلفة. وظهرت مجموعة من المؤسسات المحلية المتخصصة في إنتاج القهوة، وبات المزيد من الشباب يشاركون في تطوير القهوة المحلية في بوأر، وأصبحت مزارع القهوة مشهدا خلابا، كما صارت صناعة السياحة المدمجة بمجال زراعة القهوة وصناعتها أكثر ازدهارًا يومًا بعد يوم.

هذا وتعتبر مقاطعة يوننان أهم منطقة لإنتاج القهوة في الصين بفضل مزاياها المناخية وموقعها المرتفع عن مستوى سطح البحر. إذ يتم إنتاج أكثر من 90 في المائة من القهوة بالصين في مقاطعة يوننان، بينما يُنتج أكثر من نصفها في مدينة بوأر.

تشير الإحصاءات إلى أنه في عام 2022، وصلت مساحة زراعة القهوة في يوننان إلى حوالي 45.3 ألف هكتار، بإجمالي حجم إنتاج بلغ 55.7 ألف طن، وبلغت قيمة الإنتاج الشاملة لقطاع القهوة 5.045 مليار يوان (حوالي 714 مليون دولار أمريكي). كما شجع إنتاج المقاطعة للقهوة الدول المجاورة مثل ميانمار ولاوس على زراعة القهوة.

وفي مواجهة مكانتها كجهة الإمداد الأساسية للمواد الخام لفترة طويلة، تعمل مدينة بوأر على تسريع تحول مزارع القهوة المنخفضة والمتوسطة الإنتاج، وإدخال مؤسسات معالجة عميقة، وتطوير صناعة السياحة المدمجة بالقهوة. وفي الوقت نفسه، فإن مشاركة المزيد من الشباب تجعل قهوة بوأر أكثر جاذبية للمستهلكين الشباب وأكثر تنافسية في السوق الداخلي والخارجي.

في هذا السياق، قالت الفتاة الشابة هوا رون مي، التي تعمل عائلتها في زراعة القهوة، إن إنتاج حبوب القهوة العالية الجودة السنوي في تعاونيتها يصل إلى أكثر من 50 طنا، ويبلغ سعرها حوالي 60 يوانا لكل كيلوغرام، مشيرة إلى أنه “وبذلك ودعنا الوقت الذي كان سعر كيلوغرام من حبوب القهوة لا يساوي قيمة كوب واحد من القهوة”.

واعتمادا على مزرعة القهوة لأسلافه، استقال يانغ هونغ جيان، وهو شاب من مواليد ما بعد تسعينيات القرن الماضي، من وظيفته كمعلم منذ عام ونصف تقريبا، وأنشأ مزرعة تجمع بين موضوع السياحة والقهوة، وقال: “تستفيد القهوة العالية الجودة المحلية من مزايا البيئة الطبيعية الجميلة هنا”، وأضاف: “الآن أصبحت خدمات النقل واللوجستيات والإنترنت متطورة بشكل كبير، فأريد أن أجعل منتجات مسقط رأسي تصل إلى خارج الجبال، وفي مقدمتها القهوة”.

ومن تنظيم الأنشطة المتعلقة بالقهوة إلى إنشاء علامة تجارية خاصة، تروج الشابة شيانغ يي شيوان قهوة بوأر بكل حماس، وتعمل على دمج قهوة بوأر بالثقافة المحلية لتصبح أكثر تميزا بالخصائص الثقافية.

ولاقت حبوب قهوة “أرابيكا” المنتجة في يوننان اعترافًا أكبر من قبل السوق داخليا وخارجيا، إذ أظهرت بيانات من مركز تطوير صناعة الشاي والقهوة بمدينة بوأر أن متوسط سعر شراء حبوب القهوة المنتجة محليا قد وصل إلى 31.99 يوان (حوالي 4.53 دولار أمريكي) لكل كيلوغرام في عام 2022، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة دخل المزارعين بشكل فعال، حيث وصل متوسط الدخل الصافي للفرد لمزارعي القهوة المحليين إلى 6942 يوانا (حوالي 982 دولارا أمريكيا) في عام 2022.

هذا وتتوافق معايير زراعة قهوة بوأر مع المعايير الدولية، حيث تم اعتماد حوالي 20 ألف هكتار من قهوة بوأر من قبل شركة “نستله”، وحوالي 6.67 ألف هكتار من القهوة تم اعتمادها من قبل شركة “ستارباكس”، بينما تم اعتماد حوالي 1.87 ألف هكتار من القهوة باعتبارها قهوة عضوية، وتم اعتماد حوالي 1.33 ألف هكتار من القهوة من قبل تحالف الغابات المطيرة.

وفي عام 2022، قدم فريق ابتكار المنتجات في شركة “نستله” حبوب القهوة ذات الخصائص الفريدة التي تُنتج في يوننان إلى الأسواق، والتي ينتج معظمها في مدينة بوأر. وبالإضافة إلى “نستله”، فلقد أطلقت شركات عدة مثل “ستارباكس” مجموعة متنوعة من منتجات القهوة المزروعة في يوننان خلال السنوات الأخيرة. وبذلك لا يجسد الازدهار الكبير لقطاع القهوة التنمية الاقتصادية المستقرة والسليمة وانفتاح السوق وشموليتها في الصين فحسب، بل يعكس أيضا جهود البلاد في تعزيز التنمية الاقتصادية الصديقة للبيئة.