حوار..”أورنج مصر” تعتزم تنويع المحفظة الاستثمارية في مجالات الاتصالات

هشام مهران

ظهر بقوة أهمية قطاع الاتصالات باعتباره من القطاعات الاستراتيجية التى أثرت ودعمت القطاعات المختلفة لمواجهة تأثيرات جائحة كورونا, وساهمت شركات الاتصالات ومنها أورنج مصر فى تسهيل الخدمات المقدمة للمواطنين العام الماضي والذى شهد ذروة أزمة كورونا .

وحاورت “كابيتال” هشام مهران نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الاعمال بشركة أورنج مصر لطرح رؤية اورنج مصر تجاه تدعيم بنيتها التحتية وشبكتها لمساندة الدولة فى مواجهة تداعيات كورونا خلال العام الجديد فى ضوء الطلب المتزايد على الخدمات الالكترونية, وفيما يلى نص الحوار:

كابيتال: ما محاور استراتيجية أورنج فى ضوء استمرار الجائحة خلال عام 2021 ؟

مهران: ستضخ الشركة حزمة استثمارات تصل قيمتها إلى نحو 4 مليارات جنيه لدعم وتحسين الشبكة، بعد تنفيذ مرحلة هامة من التطوير العام الماضي.

كما نعتزم تنويع المحفظة الاستثمارية في عدد من المجالات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق معدلات نمو مقبولة على مستوى الإيرادات والأنشطة التشغيلية، عبر زيادة استثماراتها في مجال البيانات الرقمية والخدمات المالية خاصة مع النمو الكبير في قطاع الإنترنت وارتفاع معدلات استخدامه بشكل قياسي خلال الفترة الماضية إلى جانب دعم خدماتها المقدمة بتكنولوجيا الجيل الرابع للمحمول بسبب معدلات النمو الملحوظ في استخدام الإنترنت على شبكتها.

ووضعت أورنج ضمن خططها الاستراتيجية لعام 2021 عدة أمور أبرزها الاستمرار في تطوير أداء الشبكة بالجودة التى ترضي العملاء.

كما ستواصل الشركة الاستثمار في الأصول البشرية لديها ، ففي الوقت الذي شهدت فيه الكثير من الشركات تسريح بعض عامليها كانت أورنج تقوم بتعيين موظفين جدد حيث قامت الشركة بتعيين ما يقرب من 700 موظفاً في 2020 ، وسنقوم بتعيين عدد آخر في العام الجارى لتقديم أفضل خدمة للعملاء .

فرص النمو بسوق الاتصالات الفترة المقبلة يتركز فى خدمات التحول الرقمي

ومن ضمن خطط الشركة أيضا الاستمرار في تقديم مزيد من الحلول التى تدعم “التحول الرقمي” حيث أن التوجه العام للدولة نحو التحول الرقمي كان ضمن خطط الشركة التى بدأتها مبكراً وتحديداً قبل الجائحة بفترة كبيرة .

وستواصل الشركة اتاحة حلول التواصل مع العملاء “أونلاين” وهو الأمر الذي سهل كثيراً في التواصل مع العملاء خلال الجائحة وتقديم الخدمة بالصورة التى تلبي احتياجات العملاء وكأنه يحصل على الخدمة من أحد فروعنا.

وتأتى دعم الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر ضمن أجندة خططنا في 2021 ، من خلال التوسع في خدمات منصة Orange e-MALL الالكترونية التي تتيح للشركات الصغيرة بدء متجرها الخاص في خلال دقائق و توفر لهم تصميمات مختلفة لشكل المتجر، يمكن الاختيار فيما بينها ثم تحميل المنتجات وتحديد سعرها.

وتستهدف الشركة اتاحة خدمات الـ E-MALL”” لنحو 10 آلاف شركة صغيرة ومتناهية الصغر في غضون الثلاث سنوات القادمة.

هشام مهران
هشام مهران

كما ستتيح “أورنج كاش” ضمن حلول الدفع في المنصة التى ستوفر هي الأخرى خدمات جديدة في العام الجاري أيضاً من بينها توفير تمويل للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر سيتم الكشف عن تفاصيلها خلال الفترة المقبلة.

كابيتال: ما الدور الذى تلعبه أورنج فى المشروعات الحكومية الفترة المقبلة؟

مهران : أورنج تستهدف التواجد في المشروعات الحكومية التى سيتم طرحها في العام الجاري .

وبالنسبة لجهود الشركة في دعم المنظومة التعليمية فإن “التعليم عن بعد” من الأمور الهامة التى سيتم التركيز عليها في 2021 إذ ستسعي أورنج لمساعدة المؤسسات التعليمية المختلفة على أن يكون لديها محتوى تعليمي الكتروني معتمد من وزارة التربية والتعليم يمكن توفيره عن بعد.

كما ستتعاون أورنج مع وزارة التربية والتعليم في دعم “التحول الرقمي” بكافة أشكاله وكذلك ميكنة العملية التعليمية.

كابيتال: ما هي خطط أورنج مصر تجاه خدمات التحول الرقمي في 2021؟

مهران: ترتكز استراتيجية الشركة علي المزيد من التوسع في خدمة التحول الرقمي وتعزيز خدمات المعاملات المالية مما يتوافق من المستجدات العالمية في تحديث الخدمات الإلكترونية والتي ستساهم في التحول إلى مجتمع لا نقدى والتي تتسق مع توجهات الدولة المصرية.

وبالفعل بدأت أورنج في مواكبة خطة الدولة ومساندتها من خلال دعم الشمول المالي من خلال أنظمة “أورنج كاش” التي توفر العديد من التعاملات المالية عبر المحمول، مثل تحويل الأموال بين الأفراد ,شحن الرصيد، دفع فواتير المحمول, و فواتير الكهرباء و المياه ، ودفع التبرعات، وخدمات أخرى عديدة مما يساهم في انتشار الخدمة بشكل أسرع داخل مصر، كما أن زيادة استخدام خدمات الدفع عن طريق الهاتف المحمول في مصر سيساعد في تعزيز الشمول المالي نظراً لسهولة استخدامها في أي وقت وأي مكان.

وستواصل الشركة في دعم قطاع التعليم باطلاق المزيد من الخدمات الرقمية في مجال التعليم الذي يعد ركيزة أساسية في استرتيجية الدولة ورؤيتها لعام 2030 .

وبالفعل كانت أورنج سباقة في اطلاق خدماتها لدعم العملية التعليمية أثناء أزمة فيروس كورونا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم عبر منصة للتعلم الرقمي تستطيع من خلاله المدارس والجامعات إدارة موارد الهيئات التعليمية التابعة لها بسهولة من خلال منصة واحدة.

كما قامت أورنج بتوفير خدمات الاستضافة والبنية الأساسية السحابية اللازمة لتشغيل وإدارة المنصة الرقمية للدروس الإلكترونية التي اطلقتها الوزارة.

كابيتال: كيف استفادت أورنج من الطفرة فى استخدام الاتصالات والتكنولوجيا خلال أزمة كورونا ؟

مع ظهور فيروس كورونا وانتشاره بدأت جميع الشركات في تكثيف استثماراتها نحو الخدمات الرقمية والمدفوعات الإلكترونية تماشيًا مع التطورات التكنولوجية السريعة التي نعيشها، حيث زاد بشكل ملحوظ الاحتياج الشديد للخدمات الرقمية.

وقد تمكنت اورنچ لفضل استثمارتها الكبيرة من تسخير جميع إمكانياتها التكنولوجية لتقديم أحدث الحلول الرقمية والمالية لمساعدة العملاء على انجاز المعاملات اليومية أثناء بقائهم في المنزل دون الحاجة إلى الخروج.

كما قامت اورنج بدعم جهود الدولة للحرص على أمن وسلامة المواطنين من خلال تحفيزهم على البقاء في المنزل ودعم آليات التعليم عن بُعد، وكذلك دعم جهود وزارة الصحة في نشر الوعي بين المواطنين حول فيروس كورونا المستجدّ وتوفير خدمات اتصالات متميزة للأطقم الطبية والمساهمة في تخفيف الاثار الافتصادية التي مرت بها البلاد من خلال دعم العمالة الغير مباشرة ماديا ومعنويا.

كذلك قامت الشركة بدعم جهود الدولة في مجال الشمول المالي بتوفير خدمات دفع المرتبات لشركات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية بكل سهولة وأمان من خلال أنظمة “اورنچ كاش” التي توفر العديد من التعاملات المالية عبر المحمول، مثل تحويل الأموال بين الأفراد ,شحن الرصيد، دفع فواتير المحمول, و فواتير الكهرباء و المياه، ، ودفع التبرعات، وخدمات أخرى مصحوبة بمجموعة من العروض المميزة ذات القيمة المضافة، مما يساهم في انتشار الخدمة بشكل أسرع داخل مصر.

كما أن زيادة استخدام خدمات الدفع عن طريق الهاتف المحمول في مصر يساعد في تعزيز الشمول المالي نظراً لسهولة استخدامها في أي وقت وأي مكان.

و عملت الشركة على توفير حلول متطورة لمواكبة الظروف الاستثنائية الحالية مثل تطبيق MyOrange الذي يتيح للعملاء دفع الفواتير والتحكم في الباقات والاستهلاك وشحن الرصيد بكل سهولة.

كابيتال: كيف تستعد أورنج لمواجهة استمرار أزمة كورونا فى العام الجديد ؟

مهران: ستواصل الشركة ضمان أعلى معايير التأمين والجودة للشبكات وخاصة مراكز التحكم الكبيرة من امتصاص الزيادات المفاجئة في الطلب المتنامي على خدمة البيانات مع الحفاظ على ريادة أورنج مصر كأسرع مشغل لخدمات البيانات في مصر وفقاً للتقارير الدولية والمحلية.

كما سنواصل بفاعلية في عملياتنا التشغيلية وخدمة عملائنا مع الاستمرار في اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية الفعالة والخطوات الجادة للحد والوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد.

كذلك تستمر استراتيجية الشركة منذ بداية الجائحة حيث مازالت الفروع ومنافذ اورنچ تقوم بتنظيم عمليات دخول وخروج العملاء بطريقة مختلفة تعتمد على التباعد الاجتماعي والمسافات الامنة بينهم، وجعل وقت الانتظار للعميل خارج الفرع لضمان مزيد من التباعد وعدم الزحام.

وداخل الشركة ما زالت أورنج تحافظ علي نسب منخفضة من موظفيها مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية في جميع فروعها والتي تشمل موظفى خدمة العملاء والدعم الفنى مع تزويدهم فنياً وتقنياً للعمل من المنزل.

كما أتاحت الحلول التكنولوجية المتقدمة التي وفرتها الشركة منذ بداية الجائحة على تواصل الموظفين برؤسائهم في العمل ، ومتابعة الأداء وسير العمل وإصدار التقارير اللازمة بهذا الشأن.

كابيتال: ما الدور الذى تلعبه أورنج مصر العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة؟

مهران: الشركة قدمت بالفعل العديد من الخدمات لقطاع المدن الذكية عبر شراكات مختلفة، كان أبرزها مع العاصمة الإدارية الجديدة، حيث يجري الآن بناء مركز معلومات من المتوقع أن يكون من أكبر المراكز في الوطن العربي وافريقيا، باستثمارات تزيد على 135 مليون دولار.

ويهدف إلى تعزيز البيانات واستضافة جميع منصات المدن الذكية التابعة للعاصمة الإدارية بطريقة مؤمنة ومتكاملة.
وتمتلك أورنج ما يلزم من الخبرات والكوادر المحلية والعالمية التي تؤهلها لتقديم تلك الخدمات بكفاءة عالية وكذلك إدارة وتشغيل تلك المشاريع طبقًا للمعايير الدولية.

إطلاق خدمات تمويل للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر الفترة المقبلة

كما استطاعت أورنج عقد مجموعة من التحالفات مع بعض الشركات العاملة في هذه القطاعات، قدمت من خلالها خدمات ميكنة مواقع العمل، وأجهزة القياس، وإدارة أساطيل المركبات وحلولًا تكنولوجية أخرى خاصة بالمجتمعات العمرانية الجديدة ، لافتا إلى أن اورنچ أصبحت تمتلك محفظة قوية من الحلول الذكية للمدن، بدءًا من البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة وعدادات الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى وحدات الإنارة التي تقوم بترشيد استهلاك الطاقة وتقليل تكلفة التشغيل على المدى البعيد، إلى جانب عملية تدوير المخلفات التي بدأت أورنج في التركيز عليها.

كابيتال: هل ساهم الجيل الرابع فى تأهيل الشبكات لمواجهة المتطلبات الطارئة التى ظهرت نتيجة تداعيات أزمة كورونا؟

مهران: بالفعل ساهمت تكنولوجيا الجيل الرابع على مواجهة تداعيات أزمة كورونا حيث شهد الطلب على خدمة البيانات زيادة كبيرة ومطردة منذ بداية انتشار الفيروس واتجاه المواطنين إلى استخدام الخدمات الرقمية والعمل من المنزل.

وبالنسبة لأورنج فإن الخطة التي تم وضعها قبل عدة سنوات ساعدتنا في تحقيق أهدافنا، بدءا من قرار الحصول على ترخيص الجيل الرابع وصولا إلى الاستثمارات المتواصلة خلال الفترة السابقة لضمان أعلى معايير التأمين والجودة للشبكات وخاصة مراكز التحكم الكبيرة من امتصاص الزيادات المفاجئة في الطلب المتنامي على خدمة البيانات بدون تأثير يذكر على جودة الخدمات بجانب قدرتنا على الاستغلال الأمثل لتلك الترددات وتوزيعها بشكل ذكي داخل شبكة أورنج بما ساهم بشكل كبير في توزيع الضغوط بشكل سريع وفعال.

كابيتال: هل تستهدف الشركة تقديم خدمات جديدة لدفع عمليات التحول الرقمي في مصر؟

مهران: نعمل على تقديم خدمات جديدة لدعم عملية التحول الرقمي للدولة فنحن فى أورنج مصر نعمل دائما على تطوير خدماتنا المقدمة والعمل على تقديم خدمات جديدة، فقد أطلقنا خلال مشاركتنا فى معرض Cairo ICT في نهاية عام 2020 العديد من الخدمات الجديدة فى مجال الشمول المالى والمدن الذكية.

أورنج مصر: مساعدة المؤسسات التعليمية من خلال تقديم محتوى تعليمي الكتروني

بالإضافة إلى إطلاق منصةOrange e-MALL أول منصة إلكترونية متكاملة لعملائها من قطاع الشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر لتتيح للتجار عرض منتجاتهم بسهولة والوصول إلى المستهلكين في أي مكان داخل الجمهورية ببساطة عبر خدمات حصرية تقدمها أورنج لعملاء الشركات التابعيين لها.

كما أعلنت الشركة عن أحدث خدمات التحصيل الالكتروني للتجار عن طريق رمز الـ “QR code” باستخدام الهاتف المحمول أو اونلاين؛ بالتعاون مع شبكة ميزة لتمكين تجار “أورنج كاش” من قبول المدفوعات من مختلف عملاء المحافظ الالكترونية في مصر.

وتتيح الخدمة الجديدة لعملاء “أورنج كاش” شراء البضائع من التجار والشركات عبر الهاتف المحمول للمساهمة في دعم جهود البنك المركزي المصري لنشر خدمات الهاتف المحمول مما له أثر إيجابي على تقليل المعاملات النقدية للوصول إلى مجتمع غير نقدي.

كما قامت اورنچ بالتوسع في خدمات السحب والإيداع من خلال منافذ فوري التي يزيد عددها على 130 ألف منفذ في جميع أنحاء مصر و10 الاف ماكينة صراف آلي للسحب والايداع وأيضا من خلال أكثر من 800 فرع لاورنچ في جميع محافظات مصر.

كابيتال: هل تتوقع استمرار النمو في قطاع الاتصالات بنفس المعدل خلال عام 2021؟

مهران: لا شك أن قطاع الاتصالات من القطاعات الاستراتيجية والحيوية الهامة وخاصة في الفترة الحالية حيث ظهر بوضوح أهمية قطاع الاتصالات ودوره الحيوى فى ابتكار خدمات وحلول تساعد المواطنين على التواصل وتنفيذ متطلباتهم اليومية من المنزل.

أورنج مصر: دعم الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر ضمن أجندة خططنا في 2021

وهناك فرص يجب اقتناصها من كل أزمة زاد الاعتماد عليه بشكل كبير من خلال قطاعات كبيرة مثل التعليم والصحة وإدارة الأعمال عن بعد مما يحتم بذل المزيد من الجهد والاستثمارات لاستيعاب الطلب المتنامي على خدمات الاتصالات والتوسع في تعظيم قدرات الشبكات.

بالاضافة الي ذلك فان فرص النمو بسوق الاتصالات الفترة المقبلة في خدمات التحول الرقمي في مختلف القطاعات وتحويل الاموال عبر المحمول والحوسبة السحابية وخدمات المدن الذكية وانترنت الاشياء وتقديم مستوى جيد من الخدمات، بالإضافة إلى التوسع جغرافيا لتغطية كافة مناطق جمهورية مصر العربية.

ونتوقع أن تستمر الطفرة الكبيرة فى استخدام التكنولوجيا والخدمات الرقمية بشكل أكبر عقب انتهاء ازمة فيروس كورونا وأن تتجه العديد من الشركات للاستمرار في تطبيق سياسة العمل من المنزل والتى حققت نجاحا وزيادة الإنتاجية لبعض الشركات.