استضافت “ساس” الشركة الرائدة في التحليلات والذكاء الاصطناعي العالمية في القاهرة مؤخرًا، ملتقىً حصريًا لأبرز المؤسسات المصرية العاملة في قطاع الخدمات المالية، ضمّ مجموعة من الخبراء وصُنّاع القرار.
وناقش الحدث الذي أقيم في فندق سانت ريجيس القاهرة سبل دعم تقنيات التحليلات والذكاء الاصطناعي للقطاع المصرفي في مصر، والأسباب التي تجعل هذه التقنيات تلعب دورًا مهمًا في تحديد مستقبل البنوك التي تعتمد على البيانات ونموها.
ويتسم النظام المصرفي المصري، الذي تأسس بعد قدر كبير من التخطيط والاهتمام، بالقوّة والحفاظ على مستويات منخفضة من القروض المتعثرة، ومعدّلات عالية من كفاية رأس المال، ومخصصات كافية.
وكانت إحدىأهم إنجازات القطاع في السنوات الأخيرة هي قدرته على تجنّب بعض التداعيات الاقتصادية الخطيرة لجائحة كورونا، والتي شوهدت في بلدان أخرى. لكنّ الاضطرابات في أسواق رأس المال، والمخاوف من الركود، والتوترات السياسية العالمية، وتصاعد التهديدات الرقمية، وأزمة المناخ المتفاقمة، جميعها عوامل تتطلب من قطاع الخدمات المالية اتخاذ إجراءات فورية من أجل الحفاظ على مساره الإيجابي الراهن.
وأمام هذه الخلفية، تحدّث خبراء “ساس” حول السبل الكفيلة بجعل تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي أكثر حلفاء القطاع المصرفي قيمة وأهميّة. وقدّم مسؤولو الشركة الرائدة في تقنيات تحليلات البيانات، للمشاركين في الملتقى لمحة عن المشهد المرتقب لخدمات المصرفية في عام 2035،
كما حدّدوا ملامح استراتيجيات النجاح الأساسية للمؤسسات المالية وأطلعوا الحضور على بعض أسرار التحوّل الرقمي الناجح في المؤسسات المالية الكبرى التي كانت سبّاقة في تبني الذكاء الاصطناعي.
وقال عبد حمندي المدير الإقليمي للخدمات الاستشارية وتنفيذ المشاريع في الشرق الأوسط وإفريقيا لدى “ساس”، إن البنوك تواجه لحظة حاسمة في وجه التسارع الكبير للرقمنة وتزايد التهديدات الإلكترونية، وتحديات التفتت الاقتصادي وانتشار عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعل القرارات التي يتخذها قادة القطاع المالي والمصرفي اليوم ترسم تعريفًا جديدًا للقطاع بأكمله.
وأضاف: “بوسع البنوك تمهيد الطريق لمزيد من التطوّر الهادف في عالمنا من خلال تبني التكنولوجيا والابتكارات المصممة للوصول إلى الأهداف المنشودة. وبفضل الابتكارات الثورية التي حققتها ساس في مجالات تحليلات البيانات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتمكين اتخاذ القرارات الذكية، يمكننا مساعدة قطاع الخدمات المالية على الازدهار في هذا المشهد دائم التغيّر”.
وسلّطت ساس الضوء في حلقة نقاشية تفاعلية وجلسات متوازية عُقدت خلال الملتقى، على قدرات الذكاء الاصطناعي والتحليلات، ودور هذه التقنيات في مساعدة المؤسسات على المضي قدمًا في وجه التحديات الصعبة.
وشدّدت الشركة على ضرورة تبنّي البنوك لأحدث التقنيات التي تشمل التحليلات والذكاء الاصطناعي والسحابة وواجهات التطبيقات المصرفية المفتوحة، للتمكّن من تلبية مجموعة واسعة من متطلبات الأعمال الاستراتيجية وضمان النجاح في مواجهة عدم الاستقرار الاقتصادي.
وأشارت ساس إلى أن اتخاذ القرار السريع المستند على البيانات في مجال إدارة المخاطر، يعد ضروريًا للاستجابة لتقلبات السوق، مؤكّدة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلات المضمَّنة في الأنظمة المصرفية في البنوك يمكن أن تساعد في تحديد معاملات الاحتيال على الفور، ما يجعلها تتغلّب على مخططات الاحتيال المتقدمة.
وبوسع البنوك أيضًا تطبيق الذكاء الاصطناعي على تدفق بيانات العملاء من أجل أتمتة قرارات تجربة العملاء على نطاق واسع وتمكين خدمة العملاء الشخصية.
من ناحيته، كشف سامر نجيب المدير المحلي لدى “ساس” في مصر، عن أن ساس تدعم منذ عام 2005 أكثر من 20 بنكًا مصريًا بالحلول المتقدمة في مجالات مثل إدارة الاحتيال ومكافحة غسل الأموال وإدارة المخاطر والتحليلات، مشيرًا إلى مواصلتها اكتساب القوّة والزخم في البلاد بفضل نشاط فريق العمليات ووجود ستة شركاء محليين يمثلون امتدادًا مهمًا للشركة.
وأضاف: “نؤمن بأن أفضل الخدمات المصرفية تنشأ من الرؤية الأعمق والأوسع، لذا فإن مجموعتنا المتطوّرة من الحلول تساعد المؤسسات في قطاع الخدمات المالية على اتخاذ القرارات المثلى بناءً على بيانات موثوق بها، وامكانات الذكاء الاصطناعي، وإحداث التحوّل الرقمي بسرعة”.
وأكّدت ساس التزامها بتمكين التحوّل الرقمي المستمر في مصر في جميع القطاعات، سعيًا وراء مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة للبلاد. وتدمج ساس في برمجياتها قدرات الذكاء الاصطناعي، كتعلم الآلات ورؤية الحاسوب، لتزويد المؤسسات من جميع الأحجام بالقوة والسرعة الكفيلتين بتعزيز النمو ودفع عجلات التحوّل الرقمي المستدام ورسم تصورات جديدة ومبتكرة لصناعاتها وتسريع الابتكار.
يُذكر أن حلول ساس متاحة لجميع المعنيين على مختلف المستويات، ويمكن توظيفها بعدّة طرق، من بينها مقارّ العمل، والبيئات السحابية الخاصة والعامة، علاوة على تقديمها وفق نموذج تقديم البرمجيات كخدمة.