في أول تقرير لها حول الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة، كشفت كاسبرسكي عن المشاريع والمبادرات التي قامت بتنفيذها من أجل تقليل بصمتها الكربونية، وتضييق الفجوة بين الجنسين، ومواصلة نشر التوعية بين مختلف الفئات الجماهيرية حول أساسيات الأمن السيبراني. ويركز التقرير الذي تم إصداره وفقاً لمعايير المبادرة العالمية للتقارير (GRI) ومجلس معايير محاسبة الاستدامة (SASB)، على نتائج التنمية المستدامة التي أحرزتها الشركة في العام 2021، والأشهر الستة الأولى من العام الماضي 2022.
ويتمثل الهدف الرئيسي لكاسبرسكي على مدى ربع قرن من الزمان في بناء عالم رقمي آمن ومستدام، كما ركزت في الوقت ذاته على إحداث تغيير إيجابي طويل الأجل، وذلك من خلال قيامها بتنفيذ الأنشطة المهمة اجتماعياً باستمرار، لتضمن من خلالها مستقبلاً أكثر أماناً واستدامة. ويستند تقرير الاستدامة الذي أصدرته الشركة إلى خمسة مجالات رئيسية للتنمية المستدامة، وهي على وجه التحديد: عالم الإنترنت الأكثر أماناً، والأخلاق والشفافية، والتكنولوجيا المستقبلية، وتمكين الأفراد، وضمن كوكب أكثر أماناً.
وفي تعليقها على إصدار التقرير، قالت ماريا لوسيوكوفا رئيس قسم الاستدامة في كاسبرسكي: “إننا نتعامل مع تنفيذ استراتيجية الاستدامة كخطوة أساسية بالنسبة إلينا، لأننا نبذل كل جهد مستطاع لجعل العالم مكاناً أفضل للجميع. وترى كاسبرسكي أن تحقيق مهمتها في المقام الأول، يتمثل في جعل الفضاء الرقمي أكثر مرونة في مواجهة التهديدات، ويأتي ذلك عن طريق تعزيز المناعة الإلكترونية. وبصفتنا شركة عالمية مسؤولة اجتماعياً، لا يمكننا تجاهل الحاجة إلى مواجهة العديد من التحديات، ومن أبرزها العمل على الحد من بصمتنا الكربونية، ومعالجة الحاجة إلى أساسيات الأمن السيبراني والنظافة الإلكترونية، وتضييق الفجوة بين الجنسين، والسعي وراء الريادة في شفافية الأمن السيبراني. ونؤمن أن مساهمة الشركات في بناء أجندة مستدامة تعدّ مسألة ضرورية للغاية، ويمكن أن يصبح هذا واقعاً معاشاً فقط من خلال تظافر جهود الجميع، لضمان غدٍ أفضل للأجيال القادمة”.
الحدّ من التأثير السلبي على البيئة
تدعم كاسبرسكي الاتجاه السائد على مستوى الصناعة، والمتمثل في التبني المستمر لتوزيع البرامج الإلكترونية (ESD)، فقامت الشركة بخفض إنتاجها من المنتجات المادية إلى النصف، وعمدت إلى تشجيع المبيعات الرقمية التي يكون تأثيرها أقل على البيئة. وإضافة إلى ذلك، تمكنت من تقليل كمية الانبعاثات الضارة في الجو بنسبة 81% في الفترة من العام 2019 وحتى 2021، وذلك من خلال تنفيذ عملية تنظيم رحلات العمل بطرق واعية أكثر، مع تقليل عددها الإجمالي. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تحرص الشركة على توفير الطاقة لمراكز البيانات التابعة لها، وتستخدم التقنيات الحديثة فقط في استهلاك وموارد الطاقة في معداتها. وأطلقت كاسبرسكي أيضاً عدداً من المبادرات الداخلية في وحدات الأعمال المختلفة التي تركز في مجملها على تطوير نهج أكثر مسؤولية تجاه القضايا البيئية، ومنها تنظيم الأنشطة التعليمية حول سبل تقليل البصمة الكربونية، والتحوّل إلى مواد تسويقية أكثر استدامة، وإنشاء بنية تحتية مكتبية تكون أعلى فاعلية من الناحية البيئية، وتبنّي أنشطة إعادة التدوير للموظفين، بهدف جمع النفايات التي لا تخضع للمعالجة المنزلية.
العناية بالموظفين ورعاية المواهب الجديدة
ترى كاسبرسكي في موظفيها أثمن أصولها، ولهذا السبب تبذل كل جهد ممكن من أجل ازدهار فريقها ورفاهيته. وفي العام 2022، زاد صافي نقاط استعداد الموظف للتوصية بالشركة (eNPS) الذي يقيس مستوى رضا موظفيها، حيث بلغ 53% في المجموع. وخلال فترة إعداد التقرير، عملت الشركة باستمرار على توسيع محفظتها من الدورات التدريبية الداخلية للموظفين، حيث تقدم أكثر من 100 دورة للتطوير المهني. وانتهز أكثر من 40% من كوادرها هذه الفرصة بالفعل، وذلك من خلال انضمامهم إلى دورة واحدة على الأقل. وتتبنّى كاسبرسكي أيضاً برنامجاً مؤسسياً متنوعاً للتطوع، بهدف تمكين موظفيها من الانخراط في أنشطة تندرج تحت فئة المسؤولية الاجتماعية، بما في ذلك جمع التبرعات والعمل المجاني والتبرع بالدم والأنشطة الرياضية.
وواصلت الشركة جهودها أيضاً لتعزيز وجود قوة عاملة متنوعة، ومواجهة الخلل في التوازن بين الجنسين، إذ تستحوذ النساء فيها على ما نسبته 26% من العدد الإجمالي لموظفيها، ويعمل 17% منهن في مجال البحث والتطوير. وتتوافق هذه الأرقام مع نسب توزيع العمالة على مستوى الصناعة. وتهدف الشركة إلى زيادة إلهام النساء للعمل في وظائف في مجال تكنولوجيا المعلومات. وتستثمر كاسبرسكي أيضاً في رعاية المواهب الجديدة، من خلال مواصلة جهودها لتطوير قسمها التعليمي “أكاديمية كاسبرسكي” التي ترتبط بعلاقات مع أكثر من 100 جامعة شريكة حول العالم. وتواصل أيضاً تنظيم مسابقة “كأس أمن تكنولوجيا المعلومات” (Secur’IT)، وهي عبارة عن منافسة لحفز الطلاب على إعداد مشاريع في مجال الأمن السيبراني. ومنذ العام 2018، شارك في هذه المسابقة ما يزيد على 6,000 طالب من جميع أنحاء العالم.
الحفاظ على ثقة المستخدمين
ترى كاسبرسكي أن ضمان أقصى قدر من الشفافية فيما يتعلق بالمنتجات والعمليات الداخلية والتجارية يعدّ عنصراً جوهرياً في الأمن الرقمي. لذا .. فإنها تتبع نهجاً شاملاً لخصوصية بيانات المستخدمين، يقوم على تدريب الموظفين، وتوحيد معالجة البيانات في كل بلد يوجد فيه مستخدموها. ومنذ العام 2019، اعتمدت الشركة في كل عام أنظمتها الخاصة لإدارة البيانات وفقاً لمعيار الآيزو الدولي (ISO/IEC 27001)، ما يؤكد حقيقة مستوى الحماية العالي الذي توفره لعملائها.
وفي إطار مبادرة الشفافية العالمية، واصلت كاسبرسكي بذل جهود إضافية، وفتحت ثلاثة مراكز شفافية أخرى في فترة إعداد التقرير. ويمكن للعملاء الاستعانة بها لمراجعة البرنامج المصدري للشركة. وعلاوة على ذلك، نقلت عمليات معالجة البيانات المتعلقة بالتهديدات الإلكترونية للمستخدمين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط إلى سويسرا. وبشكل عام، استثمرت الشركة مبلغاً قدره 5.6 مليون دولار منذ العام 2018 في عملية إنشاء البنية التحتية للبيانات في سويسرا.
رحلة كفاح مستمرة لغدٍ آمن
تسهم كاسبرسكي باستمرار في لمواجهة الجرائم الإلكترونية، وذلك من خلال تعاونها مع الوكالات الدولية لتطبيق القانون والمنظمات الحكومية الدولية. وخلال فترة إعداد التقرير، شاركت كاسبرسكي في ما يقرب من 30 حدثاً مشتركاً للأمن السيبراني مع الجهات المعنية في جميع أنحاء العالم، وساعدت في إيقاف عصابة كبيرة من مجرمي الإنترنت من خلال تبادل المعلومات المتعلقة بالتهديدات وتقديم الخبرات الفنية اللازمة. وتعمل كاسبرسكي أيضاً على تثقيف المحتاجين وحمايتهم باستمرار، وتقوم بتقديم دورات خاصة مثل “ترابيز” TRAPEZE، وهي دورة تعليمية تهدف إلى تعليم الجيل الأكبر سناً، كما شاركت في مشروع DeStalk لمساندة النساء من ضحايا العنف عنف الاسري بدعم من المفوضية الأوروبية..