عقد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، عددا من اللقاءات في العاصمة الامريكية واشنطن مع مؤسسات الأعمال والمؤسسات البحثية والفكرية والمسئولين بوزارة الطاقة ونواب الكونجرس الأمريكي، في إطار زيارته الحالية للولايات المتحدة.
تم خلال اللقاءات بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في تنمية موارد الطاقة ودفع جهود خفض الانبعاثات في صناعة البترول والغاز في اعقاب مؤتمر المناخ Cop27 ، والعمل علي دفع جهود التكامل الاقليمي في استغلال موارد الطاقة و الغاز الطبيعي بمنطقة شرق المتوسط للمساهمة في تحقيق امن الطاقة.
وخلال لقاء المائدة المستديرة الذي حضره الوزير مع اعضاء مجلس الأعمال المصري الامريكي و غرفة التجارة الامريكية بواشنطن، ألقى الملا كلمة سلط فيها الضوء علي جهود مصر في تأمين جانب من احتياجات أوروبا من الطاقة اثناء الازمة العالمية استثمارا لدورها كمركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، موضحاً ان التحديات الراهنة في اسواق الطاقة العالمية اثبتت اهمية الجهود المصرية الاستباقية منذ عام 2018 لاطلاق منتدي غاز شرق المتوسط ووا نتج عنه من تكامل اقليمي فعال في تسريع وتيرة تنمية موارد الغاز و واستغلالها بالمنطقة.
وتابع الملا خلال اللقاء الذي حضره كبار المسئولين التنفيذيين بالشركات الامريكية أن التعاون والشراكات الاستثمارية يلعبان دوراً بارزا في إنجاح جهود مصر بمنطقة شرق المتوسط وتوفير المزيد من امدادات الطاقة، وكذا تسريع وتيرة الاستثمار في التحول الاخضر.
وقال الملا إن مصر عملت بقوة منذ عام 2016 علي تنفيذ استراتيجية شاملة للإصلاح في قطاع البترول والغاز وتطويره وتحديثه والتي صنعت تحولا ايجابيا وقصة نجاح كبيرة في قطاع الغاز الطبيعى من العجز الي الاكتفاء والتصدير و تداول وتجارة الغاز إقليميا كمركز محوري.
وأشار إلى أن كل ذلك يمثل فرصة كبيرة امام الشركات الأمريكية للاستثمار في مصر وتنمية أعمالها خاصة في قطاع الغاز الطبيعى الذي يتزايد عليه الطلب العالمي خاصة في ظل التحول الطاقي.
كما أكد الوزير خلال لقاءه مع ديفيد تورك نائب وزيرة الطاقة الامريكية علي اهمية الشراكات الحالية مع الجانب الامريكي والشركات الامريكية للاسراع بتحقيق التنمية المستدامة و خفض الانبعاثات في صناعة البترول والغاز و الاسهام في توطين التكنولوجيا الخاصة بها في مصر بما يتماشي مع ما قدمه مؤتمر المناخ Cop27 في مصر من تحولات ايجابية في هذا الصدد من خلال مناقشات يوم ازالة الكربون التي وضعت صناعة البترول والغاز كمشارك في حلول التغير المناخي.
واستعرض اللقاء سبل الاسراع بوتيرة التعاون المشترك في اطار العديد من المبادرات التي تمثل اهمية لتوفير الخبرات و الدعم التقني في مجال خفض الانبعاثات.
وتطرق اللقاء الي مناقشة مستجدات عمل منتدي غاز شرق المتوسط الذي تشارك فيه الولايات المتحدة كعضو مراقب.
كما عقد الملا لقاءين مع عضوي الكونجرس الامريكي توماس كين و بيل كيتنج حيث تم مناقشة سبل دفع التعاون بين مصر والولايات المتحدة في مجال الطاقة وخاصة التحول الطاقي وازالة الكربون، والدور الاقليمي الحالي لمصر كمركز لتجارة وتداول الطاقة.
وأكد الملا خلال لقائه بنائبي الكونجرس على أهمية ما قدمه مؤتمر المناخ Cop27 في مصر من مستجدات بشأن وضع صناعة البترول والغاز في دائرة حلول التغير المناخي في ضوء نتائج يوم ازالة الكربون بالمؤتمر ، مؤكدا اهمية الاسراع بتوفير التكنولوجيا والتطبيقات اللازمة لخفض الكربون لدعم مصر والدول الافريقية في مساعيها الجادة في هذا المجال، كما استعرض الاستراتيجية التي تنفذها مصر لتحقيق الاستدامة وخفض الكربون في قطاع الطاقة و الاستثمار في الطاقات الخضراء كالهيدروجين في ضوء المقومات التي تمتلكها مصر.
وعلى جانب آخر، حضر الملا اللقاء الذي نظمه معهد ويلسون سنتر للفكر في واشنطن للوزير والذي يعد احد المؤسسات البحثية التي انشأها الكونجرس منذ عقود للمشاركة في معالجة القضايا والتحديات السياسية من خلال البحث والدراسات والحوار الفكري للعلماء لدعم السياسيين، وناقش اللقاء سبل مواجهة التحديات العالمية في مجالات تأمين الطاقة ومواجهة التغير المناخي.