في السنوات الأخيرة، بادرت الشركات الصينية إلى بناء مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”، إذ تعمل على بناء مشاريع نموذجية في هذا المجال، الأمر الذي يوفر فرصا جديدة في منطقة الشرق الأوسط، ويعزز النمو العالي الجودة في الدول الواقعة على طول مبادرة الحزام والطريق.
ذكرت شركة شاندونغ الهندسية الثالثة لإنشاءات الطاقة الكهربائية (SEPCOIII) التابعة لشركة باور تشاينا، أنها تعمل على بناء البنية التحتية للمساعدة في تشييد مدينة خضراء جديدة مزودة بالطاقة المتجددة، تقع على ساحل البحر الأحمر في إطار “رؤية السعودية 2030”.
وقال موه بينغ، مدير مشروع بنية تحتية في البحر الأحمر لشركة SEPCOIII، إن مياه الشرب والمياه المستخدمة في مكيفات الهواء المبردة بالماء في المدينة الجديدة تأتي من مياه البحر بعد التحلية. وتخزن محطة تبريد مركزية محلية خلال النهار الطاقة الكهروضوئية الباقية في شكل “طاقة باردة”، ومن ثم يستمر التبريد في الليل دون استهلاك المزيد من الطاقة، الأمر الذي يوفر الطاقة ويحافظ على البيئة بصورة جيدة.
وقال وانغ لي، رئيس الشركة المذكورة، إن السعودية تعمل على توفير الطاقة الخضراء النظيفة في إطار مبادرة “السعودية الخضراء”، وذلك يطابق هدف الحياد الكربوني والوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون الذي طرحته الصين. لذا فأصبحت المشاريع المنخفضة الكربون مجالا مهما لبناء مبادرة “الحزام والطريق” بين الجانبين الصيني والسعودي. وستسعى الشركة إلى تعزيز “التعاون الأخضر” مع الجانب السعودي من خلال إبراز مزاياها الخاصة.
توسعت آفاق التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط في مجال الصناعة الخضراء، حيث يمتد التعاون الثنائي إلى مجال الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. بينما يبذل الجانبان جهودا في الابتكار التكنولوجي في قطاع الطاقة، وتطوير هيكل الصناعة وتحويله، وتعميق الدمج المستمر للتكنولوجيا الحديثة مثل شبكة الإنترنت والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وشبكة الجيل الخامس مع الصناعات الخضراء المنخفضة الكربون.
كما تنفذ الصين مشروعات عديدة مع دول الشرق الأوسط في إطار “التعاون بين بلدان الجنوب بشأن تغير المناخ”، بما في ذلك توقيع الصين ومصر مذكرة تفاهم تنص على إنشاء مختبر مصري صيني للتعاون في الزراعة الذكية، مما أتاح فرصا مهمة لتحقيق مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”، وفتح الطريق أمام تحويل هيكل الطاقة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.